178

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

خپرندوی

مكتبة الغرباء

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ

د خپرونکي ځای

الدار الأثرية

ژانرونه

عباد الله! خرج النبي ﷺ ومن معه من الشعب، وقد أنهكهم الجوع، وأصابهم الضيق والشدة والبلاء، كل ذلك ببغي قريش وظلمها والله ﷿ يقول: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: ٤٠]. فرأى النبي ﷺ أن يدعو الله على قريش أن يصيبهم بمثل ما أصابهم فقال ﷺ: "اللهم سبعٌ كسبع يوسف". أي سبع سنين جدبًا، وفي رواية "اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف" (١). فأخذتهم سنة، محت كل شيء، حتى أكلوا أوراق الشجر والميتة والجيفة، وكان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى الدخان من شدة الجوع، فلم يجدوا بدًا من أن يأتوا رسول ﷺ ويسألونه أن يدعو الله ليفرج كربهم، فدعا لهم رسول الله ﷺ فسقوا الغيث ورفع الله ما نزل بهم. عباد الله! إنها أخلاق النبوة عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: لما رأى رسول الله ﷺ الناس إدبارًا قال: "اللهم! سبع كسبع يوسف" فأخذتهم سنة، حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام، فجاء أبوسفيان، وناس من أهل (مكة)، فقالوا: يا محمَّد! إنك تزعم أنك بُعثت رحمة، وإن قومك قد هلكوا؛ فادع الله لهم، فدعا رسول الله ﷺ فسقوا الغيث" (٢). عباد الله! وما أن خرج النبي ﷺ من الشعب حتى فاجأ المرض أبا طالب

(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ١٠٠٧)، ومسلم (رقم ٢٧٩٨). (٢) صحيح، انظر "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص ٢٢٧).

1 / 169