174

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

خپرندوی

مكتبة الغرباء

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ

د خپرونکي ځای

الدار الأثرية

ژانرونه

عن عمر ﵁ أنه أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! إني لا أدع مجلسًا جلسته في الكفر إلا أعلنت فيه الإِسلام، فأتى المسجد وفيه بطون قريش متحلقة، فجعل يُعلن الإِسلام، ويشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فثار المشركون، فجعلوا يضربونه ويضربهم، فلما تكاثروا خلصه رجل" (١). عباد الله! أما الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من قصة إسلام عمر ﵁: اْولأ: أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل: فقد انتفع عمر بن الخطاب بدعاء النبي ﷺ. فاحذر يا أيها المسلم أن تبخل على نفسك وعلى إخوانك بالدعاء، فالدعاء مستجاب، وليس شيء أكرم على الله ﵎ من الدعاء، فادع الله ﵎ واسأله من فضله. ثانيًا: يجوز للمسلم أن يدعو للكافر بالهداية، فقد دعا النبي ﷺ لعمر بن الخطاب بالهداية، فقال ﷺ: "اللهم أعز الإِسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل، أو بعمر بن الخطاب" فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب. وقد دعا النبي ﷺ لأم أبي هريرة بالهداية، فعن أبي هريرة ﵁ قال: كنت أدعو أمي إلى الإِسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله ﷺ ما أكره، فأتيت رسول الله ﷺ وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإِسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما

(١) رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات كما قال الهيثمي.

1 / 165