165

Origins of the Twelver Imami Shiite Sect - Presentation and Critique -

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٤ هـ

ژانرونه

والرب هو الخالق الذي لا يوصف"، فهذا قد يفهم منه أن عليًا هو الرب الذي لا يوصف (١) . - كما يفترون -، لأن الآية نص في حق الباري سبحانه؟! وقد حاول صاحب تفسير الصافي تفادي هذا الأمر فقال في توضيح النص السالف: "يعني أن الرب على الإطلاق الغير المقيد بالولاية هو الخالق جل شأنه" (٢) . ولكن نص الآية لا يؤيده فيما ذهب إليه؛ إذ إن "الرب" الوارد في الآية لم يقيد بالولاية.. فهو لا ينصرف إلا إلى الحق جل شأنه، وليس هناك أية قرينة صارفة للفظ عن معناه؛ ولهذا قال طائفة من السلف في تفسيرها: "وكان الكافر معينًا للشيطان على ربه مظاهرًا له على معصيته" (٣) . وفي قوله سبحانه: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ (٤) . قال المفسرون: أي أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء (٥) . ولكن شيخ المفسرين عند الشيعة (إبراهيم القمي) يروي بسنده عن المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله ﵁ يقول في قوله: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ قال: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذًا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون (كذا) بنور الإمام (٦) . ويؤولون الآيات المتعلقة بصفات الله سبحانه بالأئمة، وعلى سبيل المثال قالوا: "إن الأخبار المستفيضة تدل على تأويل وجه الله بالأئمة ﵈" (٧) .

(١) لاحظ في هذا النص إشارة إلى مذهبهم في تعطيل الله من صفاته - كما سيأتي-، وانظر النص في: تفسير الصافي: ٤/٢٠، البرهان: ٣/١٧٢، تفسير نور الثقلين: ٤/٢٥، مرآة الأنوار: ص٥٩ (٢) تفسير الصافي: ٤/٢٠، مرآة الأنوار: ص ٥٩ (٣) تفسير الطبري: ١٩/٢٦-٢٧، تفسير ابن كثير: ٣/٣٣٨ (٤) الزمر، آية: ٦٩ (٥) تفسير ابن كثير: ٤/٧٠ (٦) تفسير القمي: ٢/٢٥٣، البرهان: ٤/٨٧، تفسير الصافي: ٤/٣٣١ (٧) مرآة الأنوار: ص ٣٢٤

1 / 172