ومن أهم ما ينبغي أن يتصف به الداعية أن يكون على بصيرة ووعي بالطبيعة الإنسانية، ويكون معايشًا للحياة مع الناس، وأن يرصد الأحداث التي تعرض لهم، ثم يناقشها على ضوء الشريعة الإسلامية.
رابعًا: يجب ألا يطيل الداعي على الناس في مواقف وعظه وإرشاده، بل يأخذهم بالرفق واليسر؛ لأن اليسر سمة الإسلام.
خامسًا: كما يجب على الداعي ألا يتنقل بين موضوعات كثيرة، وحسبه أن يمسك بموضوع واحد يكشف حقيقته ويبين حدوده، فذلك أجدى على الناس من موضوعات كثيرة تشتت أفكارهم وتضعف الأثر المنتظر لما سمعوا، فقد كان رسول الله ﷺ يتعهد أصحابه - رضوان الله عليهم - بالموعظة ويتخير لعظاته الأوقات المناسبة، ولا يقدم لهم منها إلا ما يقتضيه الحال، شأن الطبيب الحكيم يعطي الدواء في جرعات ولا يعطيه مرة واحدة، ثم هو لا يعطي الدواء إلا حيث يرى الداء ويتعرف إليه.
فعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «كان رسول الله ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» (١).
سادسًا: ينبغي للقائم بالدعوة أن يعلم أنه يخاطب عقولًا متفاوتة في الفطنة مختلفة في المدارك، فعليه أن يسلك طريقًا وسطًا في عظاته