أسلوب الدعوة:
تبين رسائل الشيخ أن من أساليب نشر دعوته مراسلة من كان يعتقد تأثيرهم على الناس؛ سواء من أمراء المنطقة أو علمائها، وإجاباته عن أسئلة من كتبوا إليه يستفسرون عن حقيقة هذه الدعوة أو جانب من جوانبها١. ومن بين تلك الأساليب - أيضًا - ما كان يقوم به الأنصار والدعاة في البلدان النجدية المختلفة من شرح للدعوة أو مجادلة لخصومها. فكان ابن عيدان - مثلًا - أحد المدافعين عنها في الوشم ٢. وكان موسى بن سليم يقرأ رسالة كتبها الشيخ وعلق عليها أحد خصومه معترفًا بصحة ما فيها في عدة بلدان من إقليم العارض٣. وكان ابن صالح يجادل سليمان بن سحيم في مجلس زعماء بلدة الرياض٤.
وفي رسائل الشيخ ما يؤيد قول ابن غنام من أنه كان في بداية أمره يدعو معارضيه بأسلوب هادئ. فهو يقول في رسالته إلى أحمد بن يحيى:
"هذا ابن إسماعيل والمويس وابن عبيد جاءتنا خطوطهم في إنكار دين الإسلام.. وكاتبناهم، ونقلنا لهم العبارات، وخاطبناهم بالتي هي أحسن، وما زادهم ذلك إلا نفورًا"٥.
ويقول عن عبد الله المويس أيضًا:
"استدعيته أولا بالملاطفة، وصبرت منه على أشياء عظيمة"٦.
ويبدو أن هذا الأسلوب اللين كان متبعًا في مرحلة مبكرة جدًا من نشاط الدعوة. وكان