اودیپس او ثيسيوس: د يوناني داستانونو قهرمانانو څخه
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
ژانرونه
من هذا القضاء الذي فرض على كل واحد منكم نفسه، ورسم له طريقه.
ويجب أن تعلم - فقد أتيح لي أن أستنبط المستقبل من الحاضر - أن أمامك أعمالا جليلة يجب أن تتمها، وهي من نوع آخر يخالف ما قدمت من عمل فيما مضى؛ أعمال ستصغر أمامها مآثرك التي أتممتها إلى الآن. عليك أن تنشئ أثينا وأن تقيم فيها سلطان العقل.
فلا تضيع وقتك في اللابيرنت، ولا تضيعه بين ذراعي أريان حين تخرج من اللابيرنت ظافرا؛ امض لطيتك، وانظر إلى الكسل على أنه خيانة، وخذ نفسك بألا تلتمس الراحة إلا حين تتم ما كتب عليك، وحين تأوي إلى الموت.
وكذلك تستطيع بعد هذا الموت الظاهر أن تستأنف حياة متصلة متجددة فيما يدين الناس لك به من جميل. امض لطيتك، امض أمامك، امض في طريقك أيها الفتى الشجاع مجمع المدن.
واسمع لي الآن يا ثيسيوس واحفظ ما أقول لك: ستنتصر على المينوتور في أكبر الظن دون كثير عناء؛ فليس هو من البأس بحيث يقال. لقد قيل إنه يعيش على لحم الإنسان، ولكن متى رأيت الثيرة تعيش على شيء آخر غير ما تنبت المروج؟ إن دخول اللابيرنت يسير، ولكن ليس أشد عسرا من الخروج منه.
لا سبيل إلى أن يجد الإنسان نفسه فيه إلا بعد أن يضل أول الأمر؛ ولن تستطيع أن ترجع أدراجك؛ فليس للخطو فيه أثر؛ فيجب إذن أن تصل نفسك بأريان بهذا الخيط الذي أعددت لك منه قدرا حسنا، فخذه معك وأرسله كلما تقدمت، وكلما انتهت خصلة منه فصلها بخصلة أخرى بحيث لا ينقطع. فإذا أردت الرجوع فأدر هذا الخيط قليلا قليلا حتى تبلغ أوله الذي أمسكت به أريان. لست أدري لماذا ألح إلى هذا الحد، فكل هذا يسير جدا، إنما العسير أن تحتفظ إلى آخر خيط بالعزم الصادق على أن تعود. وسيصطلح الأرج وما يبعث في نفسك من نسيان وحب الاستطلاع لها وأشياء أخرى كثيرة على إضعاف هذا العزم. لقد قلت لك هذا آنفا، ولم يبق لدي شيء آخر؛ هاك الخيط، وداعا.
تركت ديدال ولحقظ بأريان.
الفصل التاسع
وهذا الخيط هو الذي أثار أول خصومة بين أريان وبيني؛ فقد أرادت أن أدفعه إليها، وأن تحتفظ به في حجرها زاعمة أن من عمل النساء جمع الخيط وتفريقه، وأنها في ذلك ماهرة صناع، ولكنها في حقيقة الأمر كانت تريد أن تسيطر على مصيري، وهذا هو الشيء الذي لم أكن أرضاه مهما تكن الظروف. وكنت أقدر أيضا أنها ستحرص على استبقائي فلا ترسل الخيط إلا في بطء، وقد تشده إليها إن أرادت فتحول بيني وبين المضي إلى غايتي كما أريد.
وقد أصررت على الامتناع رغم سلاحها الأخير وهو الدموع؛ لأني كنت أعلم أن من شأن النساء إذا نزلت لهن عن أيسر الأمر ألا يرضين إلا بأكثره. أسلم لهن الأصبع الصغرى فستتبعها اليد، ثم الذراع، ثم سائر الجسم.
ناپیژندل شوی مخ