82

نزهت الامم

نزهة الأمم في العجائب والحكم‏

ژانرونه

وقال بعض المفسرين أن يوم الوفاء النيل هو اليوم الذي وعد فرعون- موسى (عليه السلام)- بالاجتماع وذلك قول الله تعالي حاكيا عن فرعون موعدكم يوم الزينة، وأن يحشر الناس ضحى (1)، وقد جرت العادة أن اجتماع الناس يكون في هذا الوقت.

ومن أحسن السياسات في أمر النداء على النيل ما حكاه الفقيه [ق 76 أ] ابن زولاق (2) في سيرة المعز لدين الله.

قال وفي هذا الشهر يعنى شوال سنة سنة أثنتين وستين وثلاثمائة منع المعز لدين الله من النداء بزيادة النيل، وألا يكتب بذلك إلا إليه وإلي القائد جوهر، فلما [أباح النداء] يعنى لما تم ست عشرة ذراعا وكسر الخليج، فانظر وتأمل إلي حسن هذه السياسة، فإن الناس دائما إذا توقف النيل في أيام زيادته يقلقون من ذلك ويحدثهم أنفسهم بعدم طلوع النيل في تلك السنة، فيقبضون أيديهم علي الغلال ويمتنعون من بيعها، ويجتهد كل من كان معه مال في اختزان الغلال.

أما لطلب لربح أولاد خار قوت عياله فيحدث بذلك الغلاء في البلد، فإن زاد المال انحل السعر، وأن توقف ونزل والعياذ بالله وقع الغلاء والقحط في البلد، فمن أجل ذلك كتم أمر زيادة النيل عن العامة خوفا مما ذكرنا في إضطراب البلد وتشحط الغلات فكان في أيامه لا يطلع على زيادة النيل غيره، وهذا من أعظم فائدة وأجل عائد.

وقال المسبحى (3) في تاريخ مصر [ق 76 ب]: وخرج الأمر من عند بعض ملوك مصر إلي ابن حيران بتحرير ما يستفتحون به القياسون في كلامهم إذا نادوا علي النيل. فقال ابن

مخ ۹۰