============================================================
الى أن مسك نايب الكرك، وحبس بصفد، دخل للسلطان وعرفه أن يوقع الحوطة على بيت نايب الكرك، وأوهمه أن نايب الكرك حضل مال من المرستان ومن مال بكتمر الحاجب، ورسم له بالنزول إلى بيته(1) وصحبته لولو والمقدمين، وأخذوا جميع حواصله، وضربوا أستاداره، وكشفوا ستر حريمه وأخذوا كل ما عندهم، وتوجعت الناس لهم، وعند طلوعه عرف السلطان أن ابن هلال الدولة كان متفق مع نايب الكرك، ويدخل له بالمنجمين ويقرؤا عليه الملاحم، ودخل في ذهنه أنه يملك، وأن يكسون ابن هلال الدولة متحدث له، وأراد أن يصدق قوله، ويقرب لذهن السلطان شيء يصدق قوله. وكان بالمدرسة الناصرية(2) رجل منجم قدم من دمشق، وأقام بالمدرسة، وكان ابن هلال الدولة يقيم بعض الليالي بالمدرسة، ويحضر ذلك الرجل، ويضرب له الرمل ولمن كان يحضر، 79ظ واتصل ذلك الرجل بأحد الجمدارية، وضرب له بخت رمل )) ورأى اشكال رمله جيدة، فعرفه ان يتامر في شهره ويكبر، ويحصل له رزق من السلطان فحصل لذلك الرجل امرة وإنعام من السلطان، فطلب المنجم واستخدمه في بيت السلطان، وأنعم عليه بدراهم وفرس فبلغ النشو أمره فعرف السلطان به، فطلبه وأوقفه قدامه وسلمه لابن المحسني، ورسم له بقتله، فقتله في حبسه، وكان السلطان يكره أرباب هذه الصنعة، ورسم للوالي(2) أن لا بدع منجم بعدها على قارعة الطريق. ولما ذكر النشو للسلطان ذلك القول، قال : "يا خوند، واصل هذا كله المنجم الذي قتله السلطان، فإن ابن هلال الدولة هو الذي أحضره من دمشق وأسكنه (1) ذكره المقريزي (الخطط 2 55) باسم هدار نائب الكرك فقال: "هذه الدار فيما بين خط الخرشتف وخط باب سر المارستان المتصوري، وهي من جملة ارض الميدان وهو اليوم متدثر.
(1) تقع هذه المدرسة بجوار القة المتصورية من شرقيها ما بين القصرين. امر السلطان كتبغا المنصوري بإنشائها، وبعد خلعه رسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون باكمال بنائها، وتم ذلك في سنة 1303/703 واقام فيها قضياة المذاهب الأربعة.
النويري 40: 339و وما بعدما؛ المقريزي، السلوك 3/1: 951 - 960، الخطط 2: 382.
(3) في المقريزي (2/2: 382): "متولى القاعة *.
مخ ۲۴۶