============================================================
الساقي في ظروف غامضة، أظهر الخوف والهلع لأنه "كان يرى بعينه منزلة بكتمر عنده وتعظيمه، ويعرف أخلاق السلطان وسرعة تغيره، وإذا بغض انسانا لا يمكن ابقاءه حياه(1)، وقد أسر لناصر الدين محمد دويداره أن السلطان "إن عاش وطال عمره لا خلا لي ولا لغيري"(2)، وقد كان تنكز محقا في ما توقعه، ففي سنة 1340/740 امر السلطان باعتقاله وسجنه ثم رسم بقتله(3). والراجح أن السلطان كانت لديه داثما عقدة من ناحية الأمراء، فظلت علاقته بهم تتصف بالريبة والحذر ومرد ذلك الى خوفه من تكرار ما حل به في سلطنتيه الأولى والثانية على يد أمرائه البارزين مكره ودهاؤه: وقد أطلعنا اليوسفي أن السلطان كان مخادعا كثير الحيل لا يقف عند قول ولا يوف بعهد، وفي ذلك يقول(4): "وكان فيه من المكر والدهاء ما لا يقدر عليه ملك غيرهه. ويؤ كد ذلك ما دبره ضد الأمير بكتمر الساقي عندما ظن به سوءا، فاصطحبه معه الى الحجساز سنسة 1332/732، ثم عمل على الايقاع به وقتله، وكذلك الأمير جمال الدين اقوش المعروف بنائب الكرك الذي كانت له حرمة ومهابة حتى أن السلطان نفسه كان يقوم له كلما دخل الخدمة(5)، فقد تحايل عليه السلطان، لما نمي إليه انه يسعى إلى السلطنة، وأخرجه من الديار المصرية نائا لطرابلس، ثم تحين الفرصة المناسبة فقبض عليه سنة 1335/73، وسجنه بثفر الاسكندرية(6).
(1) المخطوط: و.
(1) المصلر نفه:ظ (3) ابن كثير، البداية والنهاية1: 187، 211؛ ابن حبيب، تذكوة النبيه 2: 321؛ ابن حجر، الدرر1: 56- 548؛ ابن تغرى بردي، التجوم 9: 145 - 160.
(4) المخطوط: 11ظ 5) المصدر نفسه: 49و ) ايضا 45و- 46و. 72ظ_ 75ظ
مخ ۱۰۰