============================================================
غملى فى الكتاب الكتب المصرية فى أوائل هذا القرن، وأشرف عليها علماء أجلاء، وقوبلت على عدد من المخطوطات المعتبرة، وشرحت مصطلحاتها، وغرف بمواضعها، وضيطت ضبطا كاملا، وصنعت لها فهارس دقيقة (وعلى الأخص النجوم الزاهرة) . إلا أنه عندما كانت تختلف نصوص القلقشندى وأبى المحاسن مع نصوص المقريزى كنت أثبت نص المقريزى، خاصة إذا كان فى المسؤدة ، لأن لقله جاء كاملا بينما تصرف القلقشندى وأبو المحاسن فى إثبات هذه النصوص واختصروها. وقد أشرت إلى مواضع الخلاف الظاهرة بين هذه الكتب فى الهامش. هذا فيما يخص ضبط النص وتوثيقه.
اما "عملى فى الكتاب" فتمثل فى مقابلة الأحداث التاريخية مع نظائرها فى كتب التاريخ الأخرى والإشارة إلى الاختلافات بينها ، خاصة وأن الفترة التى يتناولها "تاريخ ابن الطوئر" من اكثر فترات التاريخ الفاطمى غناء وتنوعا فى المصادر وتفصيلا للأحداث. فبقدر قلة المصادر التى تروى لنا تاريخ مصر فى العصر الفاطمى الأول ، والتى لا تخرج عن مؤلفات ابن زولاق والمسبحى ويحيى بن سعيد الأنطاكى وعلى بن رضوان الطبيب والقضاعى و "سيرة اليازورى" وكتاب "الذخائر والتحف" ومؤلفات ابن الصيرف، فإن العصر الفاطمى الثانى غنئ بالمصادر المتنوعة والوثائق الرسمية متمثلة فى مؤلفات أسامة ابن منقذ وعمارة اليمنى وابن المأمون والمرتضى بن المحنك والمخزومى وابن أبى طى والشريف الجوانى وأبى شامة وابن ظافر الأزدى وابن الأثير وابن ميسر، بالإضافة إلى المؤلفات المتأخره التى اعتمدت على هذه الكتب، التى فقد أغلبها، مثل مؤلفات ابن سعيد المغربى وابن خلكان والنوئرى وابن أيبك وابن الفرات والقلقشندى والمقريزى وأبى المحاسن وابن إياس:
مخ ۳۴