وحرف القلم وأقم الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك" اهـ يقال لاق الدواة ثلاثيا كباع وألاقها رباعيا أصلحها فلاقت هي أي صلحت والمراد أن يلزق مدادها على صوفة ونحوها، وتحريف القلم جعل أحد شقيه أطول من الأخر قال بعضهم الأقصر هو الأيسر وهو الذى يلي الكاغد، وإقامة الباء جعلها غير منعطفة، وتفريق السين إبعادها من الميم أو تفريق رؤوسها، ومعني لا تعور الميم اتركها مفتوحة، ومعنى حسن الله، اكتبها بخط حسن وقلم حسن ومداد حسن، ومد الرحمن أن يمد بين الميم والنون، وتجويد الرحيم كتابتها كتابة جيدة. والباء ترسم قدر نصف الألف فالقدر الذى جرى عرفك في كتابة الألف اجعل الباء نصفه وحروفها الرسمية تسعة عشر عدد الزبانية فمن ذكرها نجا منهم.
(الحمد لله الذى بأحمدا ... هدى إلى أقوم نهج من هدى)
قوله الحمد لله مبتدأ وخبره، والذى نعت لله وهو موصول وصلته قوله هدى، ومن مفعوله، وبأحمدا يتعلق بهدى، وكذا إلى أقوم. ونهج بالتنوين مضاف إليه ما قبله ومعناه أن الوصف بكل كمال ثابت ومستحق لله تعالى الذى هدى أي أرشد من أراد هدايته إلى أقوم الطريق وهي طريق الإسلام بسبب نبينا أحمد صلى الله تعلى عليه وسلم. والنهج الطريق الواضح وهذا المعنى أخذه من قوله تعالى: ﴿وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم﴾ وقوله تعالى: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾. قال صاحب الأنوار: الهداية دلالة بلطف ولذلك تستعمل في الخير. وقوله تعالى: ﴿فاهدوهم إلى صراط الجحيم﴾ وارد على التهكم، وهداية الله تعالى تتنوع أنواعا: الأول إفاضة القوى التى يتمكن بها المرء من الاهتداء إلى مصالحه كالعقل والحواس، والثاني نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل وإليه أشار تعالى حيث قال: ﴿وهديناه النجدين﴾ وقال: ﴿فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى﴾، والثالث الهداية بإرسال الرسل ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾، ﴿وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم﴾. والمستقيم المستوي يعنى طريق الخير أو
1 / 7