152

نږدې افکار

نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار

ایډیټر

جماعة من ذوي المؤلف

ژانرونه

أو بالروح فقط، وهل هو يقظة أو منام؟ فذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه بالجسد يقظة فى القصة كلها، قال فى الشفاء وهو الحق والصحيح وعليه تدل الآية وصحيح الأخبار والاعتبار ولا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند الإستحالة وليس فى الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة وذهبت طائفة أنه بالروح وأنه رؤيا منام مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء حق ووحي، وقالت طائفة كان الإسراء بالجسد يقظة إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح اهـ المراد من الشفا.
(حتى أراه أكبر الآيات) غاية لقوله بالإسراء وبعروجه إلى السماء وفاعل أرى عائد إلى الله تعالى والمفعول للنبي ﷺ يعني أن النبي ﷺ أسى به الله تعالى وعرج إلى السماء حتى أراه الله تعالى أعظم الايات أي العلامات الدالة على عظيم قدرته ﵎ وهذا اقتباس من قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: ١٨] واللام للقسم أي والله لقد رأى من آيات ربه الكبرى، أي الآيات التى هي كبراها وعظماها يعني حين رقى به إلى السماء فاراه عجائب الملكوت، قاله النسفي وقال الخازن يعني رأى رسول الله ﷺ الآيات العظام، وقيل أراد ما رأى تلك الليلة فى مسيره ورجوعه وقيل معناه لقد رأى من آيات ربه الكبرى، قال رأى جبريل فى صورته له ست مائة جناح، أخضر سد فوق السماء. وذكر الخازن أن جبريل كان يأتى النبي ﷺ فى صورة الرجل كما كان يأتى الأنبياء قبله فسأله رسول الله ﷺ أن يوريه نفسه على صورته التى جبل عليها فاراه نفسه مرتين، مرة فى الأرض ومرة فى السماء فأما التى فى الأرض فبالأفق الأعلى وذلك أنه ﷺ كان بحراء فطلع له جبريل ﵊ من ناحية المشرق فسد الأفق إلى المغرب وأما التى فى السماء فعند

1 / 151