نبي أو غيره، وكل ما ذكروه فيها يرجع إلى هذا، قاله في "نور البصر". وهي وإن كان معناها طلب الرحمة التى هي الانعام فيها معنى زائد عليه وهو التعظيم ولذلك اختلفوا في جواز الدعاء له ﷺ بالرحمة وإن كان الراجح جوازه. والسلام من الله تعالى انعامه بالسلامة، ومن العبد طلب ذلك منه تعالى قاله في "نور البصر" أيضا. والصلاة مبتدء والسلام عطف عليه وخبره المجرور بعده وتترا حال أي متتابعة فإن كانت ألفها للتأنيث فهي حال من الصلاة وإن كانت منونة، والألف فيها كالألف في زيدا من رأيت زيدا، فهي حال من السلام أو من كل منهما. وهذا كقوله تعالى: ﴿أرسلنا رسلنا تترا﴾ قال الخازن أي مترادفين يتبع بعضهم بعضا، وقال في "الضياء" تترا بلا تنوين للجمهور وبه لابن كثير وأبي عمرو أي متتابعين والتاء بدل من واو لأنه من المواترة وهي المتابعة بين الأشياء اهـ. وقال ابن جزي تترا مصدر وهو موضوع موضع الحال أي متواترين والتواتر التتابع اهـ.
وقال في القاموس وجاؤوا تترا وينون وأصله وترا أي متتابعين وواتره مواترة ووتارا تابع أو لا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهما فترة وإلا فهي مداركة ومواصفة اهـ.
وقوله على أجل المرسلين قدرا أي أفضلهم منزلة عند الله تعالى. ولا شك أنه، ﷺ، أفضل من جميع الرسل والملائكة وجميع الخلق اجماعا ولا يدخل في الخلاف الجاري في التفضيل بين الأنبياء والملائكة. قال السراج البلقيني: ولا تظن بأحد من أيمة المسلمين أنه يتوقف في أفضليته، ﷺ، على جميع الملائكة وسائر الأنبياء ومن زعم أن هذا ليس مما كلفنا به فزعمه باطل بل هذا من مسائل أصول الدين الواجبة الاعتقاد على كل مكلف اهـ. نقله محمد الأيسي في شرحه للهمزية في البيت الأول. وكون هذا عقيدة نحوه للهيثمي عن الزركشي وغيره. وقال السنوسي في شرح الجزائري: أفضليته ﷺ على جميع المخلوقات تكاد أن تكون مما علم من الدين ضرورة وهو ﷺ خارج عن الخلاف في
1 / 10