فحق على كل من علم مكان عزهم وقربه، أن يتوسل إلى الله تعالى بهم، ويتقرب إليه جل جلاله [وعظم سلطانه] بما ينطوي عليه الضمير من حبهم، ولا خفاء بانتظام هذا الجزء في سلك الديانة وإن من شروط صحة إسلام المرء أداء هذه الأمانة لأن حبهم إنما يرجع إلى حب الله ورسوله، وإلى ذلك ينتهي بناهج طريقه وسالك سبيله.
وبحسب ما يقرع الأسماع من نشر مآثرهم ومفاخرهم، وتسمعه الآذان من حسن مواردهم في أحوالهم الكريمة ومصادرهم، ويرد عليها من ذكر فضائلهم ومناقبهم، تبصر أعين البصائر علو درجاتهم في الفضل وأقدارهم، وتتضاعف أسباب المحبة بالوقوف على حميد سيرهم وجميل آثارهم.
وقد قام الناس بهذه الوظيفة الجليلة، وانتهزوا الفرصة في اغتنام هذه الغنيمة، وإحراز هذه الفضيلة، فنشروا من ذلك ما لا يتغير بطول المدة، ولا يزيد مع تعاقب الأيام إلا جمالا وبهاء وجدة.
مخ ۹۸