نزهة الأبصار فی فضائل الأنصار
نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء
ژانرونه
[وذكر ابن إسحاق وغيره في أخبار بدر] [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار في لقاء المشركين ببدر] [ف]قام أبو بكر [الصديق، فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد، فقال: يا رسول الله امض لما أراد الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إن ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكم مقاتلون، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له]، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أشيروا علي، وإنما يريد الأنصار لأنهم عدد الناس، وذلك أنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول الله إنا براء من دمائك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا، [نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا]، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى نصره إلى على من دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليه أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله! قال أجل! قال: [قد] آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك [عهودنا ومواثيقنا] على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقي بنا عدونا غدا، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.
فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد [رضي الله عنه]
[وبسطه] ذلك ثم قال: سيروا وأبشروا فإن الله [تعالى] قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم.
[تفسير]
الطائفتان: العير والنفير، والعير هي عير قريش التي أقبلت من الشام بالتجارة ومعها أربعون راكبا، فيهم أبو سفيان وعمرو بن العاص، والنفير هم الذين استنفرهم أبو جهل لحماية العير، وهم الذين قتل الله ببدر صناديدهم.
مخ ۲۴۷