358

نزهة الابصار په طرائفو کيسو او شعرونو کې

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

خپرندوی

دار العباد

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

معذبي بالهوى عطفعًا على كبد ... أسير أيدي النوى والحب أغراه
دعاه يوم تنائينا الهوى فأتى ... طوعًا على عجل يسعى قلباه
لا أنس الله أيام الفراق فقد ... أودت بقلب فتى ذابت سويداه
حسبي الغرام الذي لا أرتضي أبدًا ... إلا المنام قرى والبين ولاه
أستودع الله من بالطرف منزله ... حبًا وإن سار كان القلب مسراه
إني ولو بالنوى والهجر أتلفني ... قربًا وبعدًا على الحالين أهواه
سلوه أن يمنح المشتاق بعض كرى ... لعل طيف خيال منه نلقاه
لا آخذ إلا عينيه بما فعلت ... فالصبر ولى وهذا القلب يفداه
كيف السلو ولي العهد يذكرني ... من الحبيب ودادًا لست أنساه
سقى معاهد لبنان الحيا غدقًا ... وجاده من سحاب الجود أوفاه
لقد سمى طوده بالأمن مفتخرًا ... والبر زينه والعدل أنشاه
طابت مرابعه بالشيح واتشحت ... من الخزامى بثوب الرند صحراه
وقام غصن النقا يهتز من طرب ... لما شدت في رياض العز ورقاه
وفاح زهر الربى عرفًا شذا عطرًا ... يا حبذانشره الذاكي ورياه
وغار سوسنه من عين نرجسه ... وقام ورد البها يزهو بسيماه
ولؤلؤ الطل في جيد الأقاح حكى ... ثغر الحبيب إذا افترت ثناياه
والياسمين من النسرين في وله ... يصافح البان لما اهتز عطفاه
وقال مادحًا علي بك الأسعد ويستعطفه وقد عتب عليه:
سل البان هل مرت عليه النوافح ... بوجدي وهل نمت بدمعي سوافح
وهل في ربى تلك الطلول مقيمة ... كعهدي على الأفنان ورق صوادح
سقى مدمعي الهتان فياح مربع ... تلوح به تلك الظباء السوارح
ولله مشتاق تذكر بعده ... فبات بأقداح الغرام يطارح
ومن عجب دمعي يفيض وفي الحشا ... سعير وزند الشوق وار وقادح
ولله صب حظه من أحبة ... بعاد وهجران ولاح يكافح
إذا ما دجا ليل الغرام تسهدت ... عيون لهجران الحبيب قرائح
فهل من رقاد والزمان محارب ... وقد هجر الأحباب والصبر جامح
إذا رمت كتمان الهوى باح مدمعي ... وإن الهوى العذري بالدمع بائح
يمينًا بهم ما حللت عن قيد طاعة ... وهل حال عن رق عبد ومادح
فإني على عهد الوداد محافظ ... وإن وخدت بالبين عيس طلائح
ولي بين أطلال الحمى وهضابه ... فؤاد مهيم بالأجارع شاطح
أمالك رقي قل هجرًا وجفوة ... إذا هجر الأحباب من ذا يصالح
رعى الله أيام التصافي وعهدها ... وأيام كنا للحبيب نصافح
وأيام عز نجتلي صفو كأسها ... هناء ولم ينجح إذا لام كاشح
بروحي ديارًا قد سما برج عزها ... وطالت صحاريها وتلك الأباطح
بها خير قوم كالنجوم طوالع ... وغدران أنس بالسرور طوافح
تنوعت الأزهار في ظل دوحها ... فيا حبذا عرف من النشر فائح
وقامت بها الأغصان تهتز للصبا ... كأن غصون البان خود روادح
وفاضت عيون الجود فيها وقد زهت ... بمخضل فيحاها الربى الصحاصح
نسيم الصبا وهل نسمة من غيضها ... سحيرًا وهلا من سذاها نفائح
ويا ماءها هل نهلة منك في فمي ... يداوى بها قلبي وتشفى الجوانح
ربوع ببرج المجد تسمو كما سمت ... بوصف العلي الأسعدي المدائح
أمير روت عنه المعالي فضائلًا ... وكل ثناء نحو علياه جانح
تظاهر في برج العلى نعم كوكب ... وفي بيت سعد بالسعادة لائح
إذا افتخرت الأمجاد يومًا فإنه ... على كل ذي فخر علي وراجح
غدا كفه للكف والو كف جامعًا ... فللضد أخاذ وللوفد مانح
همام تهاب الأسد صولة بأسه ... ففي العزم فتاك وفي الحزم ناجح
وفي البذل هتان وبالنصر قاطع ... وبالمجد معروف وبالرأي صالح
لقد خضع الأعدا لماضي يراعه ... فكيف إذا جاء العدا وهو رامح
إذا الخطب وافى مشكلًا أو معميًا ... فآراؤه للمشكلات شوارح
كفاني فخرًا أنني من عبيده ... وقد فاخرت قبلي الرقاق الصفائح
فيعفو عن الجاني ويوسع بره ... فكنت انا الجاني ولا ذنب واضح

1 / 358