نزهة الابصار په طرائفو کيسو او شعرونو کې
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
خپرندوی
دار العباد
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
ولما رأيت الذل في جانب الغنى ... تنكبت أبغي العز في جانب الفقر
مناقب هماتي حكين مقانبًا ... نظمن قلادات من الأنجم الزهر
يارين أحداث الزمان فتنبري ... كمال ارتعد العصفور من صولة الصقر
وما هي من همات قطب العلى أبي ... السرور ولا دعوى سوى عثير العسر
هو الأسد الضرغام إن عن حادث ... ملم شديد البأس حتى على الدهر
هو الشمس في أفق وضوؤها ... على الخلق من بيض وسمر ومن حمر
هو العالم الشهم المبرز في النهى ... أخو النسب الوضاح والشيم الغر
هو البحر أمّا ريم إدراك شأوه ... فأين الثماد الجفر من زاخر البحر؟
ولا عيب فيه غير أن يمينه ... تنوف على ما في الكنهور باليسر
وكم من صفات راح يحوي زمامها ... عديمة أمثال تجل عن الحصر
فصاحة قس في سماحة حاتم ... وإغضاء قيس في اقتدار يدي عمرو
وفقه ابن ادريس وزهد ابن أدهم ... وحلم أبي بحر وصدق أبي ذر
خليلي عوجا بارك الله فيكما ... على ساكني الفسطاط من قاطني مصر
وهبا إلى كنز المآثر واقرءآ ... عليه سلاما كاللطائم في القطر
وبثا إليه فرط شوقي ولوعتي ... على ما هما فالصدق أجدر بالحر
أصدر الموالي المحرزي قصب العلى ... فداء محب مخلص السر والجهر
لعلك لا تنسى المسيء من الرضى ... وعلم لا تنسى الكسير من الجبر
وإني لأستعفيك مما وجدتني ... سريعًا إلى النعما بطيئًا عن الشكر
وما أنا نظام الشعر وإنما ... مديحك ألوى بي على صنعة الشعر
وما الشعر يا ذا الفضل إلا تجارة ... فطورًا إلى ربح وطورًا إلى خسر
فدونك يا ركن المعالي حوائلًا ... تؤمك بالتسليم قطرًا على قطر
قواف إذ انشدوها تخالها ... عقود الدراري لا عقودًا من الدر
ترق بماء الطبع حتى كأنما ... ترقرق في أرجائها ذائب التبر
لها رونق الدر المصون ملاحة ... ومنها استعير الظلم في شنب الثغر
ودونكها بكرًا إليك زففتها ... ولا غرو فهي البكر زفت إلى البكري
تروم قبولًا مهرها وجديرة ... مجانبة إلا جنابك بالمهر
ودم سالمًا ما جاد روضًا ربابه ... وما ناح شحرور وما غرد القمري
شعر
حسين جلبي
وممن نقل له صاحب (السلافة) حسين جلبي بن الجوزي الشامي قال في حقه: أحد صاغة القريض البديع التصريح فيه والتعريض، العلم بشعار الأشعار، والمقتنص لأبكار الأفكار، فتح بقرائحه باب البيان المقفل، ووسم من غفلة ما سها عنه غيره وأغفل، راقت بدائع آدابه ورقت، وملكت روائعه حر الكلام واسترقت، فهو إذا نظم أهدى السحر للأحداق، والرقة للخصور، وشاد من أبيات أدبه ما تعنو له مشيدات القصور، فتملك المسامع إبداعًا وإعجابًا، وكشف عن وجوه المحاسن نقابًا وحجابًا، فمن بديعه المستجاد ومطبوعه الذي ابدع فيه وأجاد قوله في صدر قصيدة مدح بها ابن سفيا:
ألما نحييها ربىً وربوعا ... ووحشًا نسقيها دمًا ودموعا
وعوجا على عافي الطلول وعرجا ... معي واندباني والطلول جميعا
ولا تزجيا القود الرواسم واعقلا ... على الرسم منها ضالعًا وضليعا
خليلي خلي من أصاخ بسمعه ... وبعدًا لخل لا يكون سميعا
فلا تعصياني في التصابي على الصبا ... وأرفق ما كان الرفيق مطيعا
قفا نوضح الأشجان منا بتوضح ... وننتجع الدمع الملث نجيعا
ونبكي الليالي الغابرات نعيدها ... لو أن الليالي تستطيع رجوعا
معاهد أنس بان عهد انيسها ... بعيشي ريعان الشباب وريعا
وجنة مأوى غاض ماء نعيمها ... وجرعت غسلينا بها وضريعا
لقد غال ما بيني وبين ظبائها ... على الجزع بين ظلت منه جزوعا
وغيب عن عينيَّ أوجه عينها ... وكن شموسًا لا تغبن طلوعا
عقائل يعقلن الفؤآد عن السرى ... ويصر عن ذا العقل الصحيح سريعًا
تقد القنى منهن والصبح والدجى ... قدود أقلت أوجهًا وفروعا
أحاشيك بي منهن ذات تمنع ... وأقتل ما كان المحب منوعا
لها لحظات ما أسنة قومها ... بأسرع منها في الكمي وقوعا
1 / 206