Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
ایډیټر
مازن سعد الزبيبي
خپرندوی
دار البيروتي
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
وأمّا قوله ﷺ: (( لا يَزْنِي الزَّاني حينَ يَزْنِي وَهوَ مُؤْمِن)) فإنّ لذلك سبعة
أوجه:
الوجه الأوّل: أن يكون إذا زنى أو سرق؛ خرج من اسم الإيمان دون الخروج من الإسلام ولا ينتقل عن الملّة، ولا يلزمه كفر، نحو قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُواْ أَسْلَمْنَا﴾ [الحجرات: ١٤/٤٩]، فَمَنَعَهُمْ من اسم الإيمان ولم يسلبهم اسم الإسلام، وكذلك تأوَّله وَهْبُ بنُ مُنَبِّه(١)، وقد روي في نحو ذلك حديث، بإسناده عن عامر بن سعد(٢) عن أبيه قال: قلت يا رسول الله: ((أعطيتَ فُلاناً ومَنَعْتَ فُلاناً، وهو مُؤْمن، قالٍ لِ: أو مسلم))(٢). أفلا
(١) وَهْبُ بن مُنَبِّه: (٣٤-١١٤ هـ) أبو عبد الله الأَبناويّ، اليمانيّ الذِّماريّ الصّنعانيّ، مؤرّخ، عالم بأساطير الأولين، ولاسيّما الإسرائيليّات، يعد من التابعين، صاحب ابن عبّاس ولازمه ثلاث عشرة سنة، ولّاه عمر بن عبد العزيز قضاء صنعاء، من كتبه قصص الأنبياء-خ -. انظر (سير أعلام النبلاء للذهبي ٥٤٤/٤ رقم٢١٩، والأعلام للزركلي ١٢٦/٨).
(٢) عامر بن سعد بن أبي وقّاص: الزهري المدني، ثقة، (ت ١٠٤ هـ) ، سمع أباه، وأسامة بن زيد، وعائشة، وأبا هريرة، وجابر بن سَمُرَة. وعنه ابنه داود بنُ عامر، وابنا إخوته، وعمرو بن دينار، والزهريُّ، وموسى بن عقبة، وآخرون. انظر (سير أعلام النبلاء للذهبي ٣٤٩/٤رقم ١٢٢)، (تقريب التهذيب لابن حجر١ /٣٨٧ ترجمة ٤٢). وأبوه سعد بن أبي وقَّاص، صحابي، أحد العشرة المبشرين بالجنَّة، وأحد السابقين الأوَّلين، شهد بدراً والحديبية، وهو أحد الستّة أهل الشورى، توفي سنة / ٥٦هـ/ على أصح الروايات وعمره / ٨٢/ عام، انظر ( سير أعلام النبلاء للذهبي ٩٢/١ وما بعدها).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب ٥٣ حديث رقم١٤٧٨ انظر (فتح الباري لابن حجر ٤٢٩/٣)، ونصّه: [قال عامر بن سعد عن أبيه قال: أعطى رسول الله ﷺ رهطاً وأنا جالس فيهم، قال فترك رسول الله ﷺ منهم رجلاً لم يُعْطِهِ - وهو أعجبهم إليّ- فقمت إلى رسول الله ﷺ فسارَرْتُه فقلت: مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمناً. قال: أو مسلماً، قال:
=
83