81

Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i

نصرة القولين للإمام الشافعي

ایډیټر

مازن سعد الزبيبي

خپرندوی

دار البيروتي

د چاپ کال

۱۴۳۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

فقه شافعي

الوجه الثَّاني: أن يكون أراد بذلك لمن ختم به، وكانت الشَّهادة آخر كلامه، كما حدَّثنا أبو علي(١) بإسناده عن جابر(٢) قال: دخلنا على معاذ(٣) في مرضه نعوده، فقال: قال رسول الله ﷺ: ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ))(٤).

الوجه الثَّالث: أنْ يكون ذلك لمن أخلص الشَّهادة، وتمام الإخلاص لا يكون إلاَّ لمن أناب إلى ربِّه ونَزَعَ عَمَّا(٥) مَّضى من معاصيه بالتَّرْ كِ والنَّدم، فحينئذٍ

(١) الحسن بن الحسين بن أبي هريرة (٣٤٥هـ) أبو علي، البغدادي، القاضي، من أصحاب الوجوه، فقيه انتهت إليه إمامة الشافعيّة في العراق، تفقه على يد الإمام ابن سريج شيخ ابن القاص، كان عظيم القدر مهيباً، له مسائل في الفروع وشرح مختصر المزني، وأخذ عنه أبو علي الطبري، والدارقطني، وغيرهما، انظر (طبقات الشافعيّة الكبرى للسبكي ٢٥٦/٣، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٤٣٠/١٥/ (٢٤١)).

(٢) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام (١٦ ق هـ-٧٨هـ)، أبو عبد الله، من المكثرين في الرواية عن رسول الله ﷺ، روى له البخاري ومسلم وغيرهما / ١٥٤٠ / حديثاً، شهد العقبة، انظر (صفة الصّفوة لابن الجوزي / ٦٤٨ ترجمة رقم ٧٩)، و(الإصابة لابن حجر ٢١٣/١ ترجمة رقم ١٠٢٦)، و (الأعلام للزركلي ١٠٤/٢).

(٣) معاذ بن جبل الصّحابي (٢٠ق هـ-١٨ هـ)، أبو عبد الرّحمن، الأنصاري الخزرجي، أسلم وعمره ثماني عشرة سنة، شهد العقبة الثّانية، وبدراً وأُحُداً والخندق والمشاهد كلّها، وهو أحد السَّة الذين جمعوا القرآن على عهد النبيِّ ﷺ، بعثه النبيُّ قاضياً ومرشداً لأهل اليمن، له / ١٥٧/ حديثاً، انظر (الإصابة لابن حجر ٤٢٦/٣ ترجمة رقم ٨٠٣٧)، و(صفة الصّفوة لابن الجوزي ٤٨٩/١ ترجمة رقم ٥١)، و(الأعلام للزركلي ٢٥٨/٧).

(١) أخرجه أحمد في (مسند الأنصار رقم ٢١٥٥٥ ج٢٣٦/٥) والنسائي في (سننه الكبرى رقم ١٠٩٥٢ ج٢٧٤/٦)، وذكر أبو داود في سننه عن معاذ قوله: ((قال رسول الله ﷺ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنَّة) انظر رقم / ٣١١٦/ ج٤٨٦/٣.

(٢) نَزَعَ عن الشيء: امتنع، وتأتي بمعنى أخرج، والمعنى: امتنع عن المعاصي والذنوب وأخرج نفسه منها بالتَّرك والنَّدم.

80