Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
پوهندوی
مازن سعد الزبيبي
خپرندوی
دار البيروتي
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
من اسْتَمْسَكَ بالأقوال كلِّها، وطلبَ وجهَ اسْتخراجِها، فَلَزِمَ القولَ باسْتخراجٍ وجوه ما تشابه من أقوال الرَّسول ﷺ.
- فمن أبى ذلك(١) فقد ناقض.
- ومن قال به أَلْزَمَ(٢) القولَ باستخراج ما تشابه به من وجوه العبرة والاجتهاد.
فمن أجابنا إلى اسْتخراج وجهِ ما تشابَهَ من القرآن طالبناه بذلك من السُّنة والاجتهاد ، وانعكس عليه القول فيما أجبناه.
وهذا الَّذي حرَّرت في صدر كتابي هذا بأنَّهَا ذَريعَةُ الْمُلْحِدين، فإنْ أَنْكر ذلك كلَّه مِنْكرُ خرج من جملتنا ولَزِمَهُ بأنْ ينكر اللَّغة لما فيها من الاسم المشترك (٣) في الخطاب، إذِ العرب تسمِّ باسْمٍ واحدٍ مسمَّياتٍ، من ذلك: الكُفْرُ لمن جحد ربَّه: كافر، وللزَّرَّاعِ: كافر. قال الله تعالى: ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ﴾(٤) [الحديد: ٥٧ /٢٠].
(٥) أي عدم الاستمساك بالأقوال كلّها، وعدم طلب استخراجها فقد ناقض. ومن استمسك بالأقوال كلّها وطلب وجه استخراجها، فلزم القول باستخراج وجوه ما تشابه من أقوال الرسول.
(٦) أَلْزَمَ: أَثْبَتَ وأدامَ، وألْزَمُهُ: تعلَّقْتُ به، (المصباح المنير للفيُّومي ٥٥٢/٢).
(٣) المشترك: فيما يتناول أفراداً مختلفة الحدود على سبيل البدل (كشف الأسرار للنسفي ١٩٩/١)، وقال ابن الحاجب: المشترك هو اللفظ الدال على معنيين مختلفين أو أكثر دلالة على السواء، انظر (شرح العضد على مختصر ابن الحاجب ١٢٧/١).
(٤) من قوله تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحْيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (سورة الحديد: ٢٠)
67