Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
پوهندوی
مازن سعد الزبيبي
خپرندوی
دار البيروتي
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه التوفيق.
الحمدُ لله الواحدِ الأحدِ الصَّمدِ الفَرْدِ ، الَّذي ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميعُ البَصير، الَّذي خلق الخلق أطواراً(١)، وجنَّسَهُمْ أَجْنَاساً(٢)، وأَنْطَقَ باللُّغَاتِ ألْسِنَتَهُمْ أَنْواعاً ، لِيَدُلَّ على لُطْفِ حِكْمَتِهِ ، وَيُنَبِّهَ على توحيدِهِ الْمُتَذَكِّرِينَ في تلوُّنِ ﴿وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ [سورة النحل: ١٣/١٦].
وأقامَ حجّته للعاقلين بِمُسْتودعاتٍ(٣) حِكْمَتِهِ في تَغَايُرِ(٤) أنْواع الجِنان(٥)، ﴿صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾(٦).
(١) الطَورُ: المَرَّةُ والتارَة ، والصنفُ والنوع، والحال والهيئةُ ، ج أطوار، وفي التنزيل قوله تعالى: ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً﴾ (سورة نوح: ١٤)، انظر (المعجم الوسيط ٢/ ٥٧٠).
(٢) الجِنْسُ: الضرْبُ من كلِّ شيءٍ، والجمع (أجناس) وهو أَعَمُّ من النوعِ، انظر (المصباح المنير للمقري الفيُّومي ١/ ١١١).
(٣) المُسْتَوْدَعُ: مكان الوديعة، ج ودائع، (المعجم الوسيط ٢/ ١٠٢١).
(٤) تَغَايَرَتِ الأشياء: اختلفت، والمُتَغايِرُ من المواد: ما تختلف بعض أجزائه عن بعض، انظر (المعجم الوسيط ٢/ ٦٦٨).
(٥) في / خ/ : الجان.
(٦) اقتباس من قوله تعالى في سورة الرعد ٤/١٣ ﴿وفي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ، صِنْوانٌ وغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ، وَنُفَضِّلُ بَعْضَها على بَعْضٍ فِي الأَكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.
53