وقال بعضهم: إن للغجابة أساسا وشرائط. هن أساس الإجابة، وقيل النية. فمن راءاها واستكملها، كان من أهل الإجابة. ومن أغفلها وأخل بها، فهو من أهل الاعتداء في الدعاء، وبالله التوفيق.
*************
الباب الحادي والثمانون والمائتان
فيمن يذكر الله بلا معنى
ويدعوه بلا معنى
ويذكره في غير موضع الذكر
عن أبي المنذر سلمة بن مسلم- هل يجوز أن يذكر الله بلا معنى، ولا اعتقاد، أو يتكلم بكلام بلا معنى، ولا اعتقاد؟ وإن فعل فعلا أو تكلم بلا نية، يأثم أم لا؟
قال: لا يجوز أن يلفظ بشيء بلا معنى له. فإن ما لا معنى له، يكون لغوا، لا طاعة. وما لم يكن طاعة، فقد قيل: يكون معصية.
قال المؤلف: حفظت في هذه المسألة نفسها من آثار المسلمين: أنه لا يجوز أن يذكر الله بلا معنى، ولا يدعو بلا معنى، ويذكر بلا معنى. وأن لا يتخذ البارئ- عز وجل، ولا آياته هزوا، وأن لا يدعو بكلام، لا يعرف معناه، ولا جوازه والله أعلم. وبه التوفيق.
*************
الباب الثاني والثمانون والمائتان
في الصفات ومعانيها وأقسامها
وأحكام الصفات
الصفة هي: الشيء الذي يوجد بالموصوف فيكتسبه الوصف، الذي هو النعت، الصادر عن الصفة.
وقيل: الصفة: ما تخلص الموصوف من غيره، وتمييزه مما يلتبس به.
قال: والصحيح: ما أوجبت حكما للموصوف.
وحد الموصوف: ماله صفة؛ لأن ما ليس له صفة، فليس بموصوف.
مسألة:
في الصفة والوصف:
الوصف: قول الواصف لله تعالى، أو لغير الله: بأنه عالم قادر. وهو كلام مسموع. وقد يكون عبارة عنه.
وقوله: زيد حي عالم، وصف له، وخبر عنه، عن كونه على ما اقتضاه. وهو قول يدخله الصدق والكذب. والعلم والقدرة: صفتان موجودتان، بذات زيد. والوصف: قول الواصف.
فإذا كان الواصف لنفسه، هو الله تعالى: بأنه حي عالم، كان وصفه لنفسه معنى، ليس هو علمه وحياته. ولا هو غيرهما، لاستحالة وصف صفاته بالمغايرة.
مخ ۲۰۵