180

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

في الغني معنى الغني: أنه تعالى غني عن الأشياء كلها، فلا يصير إليه منها نفع ولا ضرر. فهو الغني عنها. وقد قال الله تعالى: { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } فهو الغني كما وصف نفسه. وجميع خلقه فقراء إليه- عز وجل.

مسألة:

فإن قال قائل: فإذا كان من الخلق ما يوصف، بأنه غني والله تعالى بوصف، بأنه غني فما الفرق؟

قيل له: إن غنى الغني منا: هو غنى مستفاد. وليس يطلق عليه الوصف بالغنى، كما يوصف الله تعالى، بأنه الغني الحميد، لأن غنى الخلق غنى حادث، بعد أن لم يكن. وقد يزول، بعد أن كان. فلا يشبه الله بخلقه، وإن اشتبه اللفظ تعالى الله عن ذلك. وبالله التوفيق.

الباب الثاني والأربعون والمائتان

في المواريث

ومن صفاته عز وجل: الوارث. قال الله تعالى: { وكنا نحن الوارثين } . والوارث مشتق من أرث. وإرث كل شيء: أصله وبقيته.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اثبتوا على مشاعركم، فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم صلى الله عليه وسلم. يعني على أصله وبقيته.

والميراث أخذ من ذلك فقيل له: إرث؛ لأنه بقية من سلف على خلف. وقيل لله تعالى: وارث؛ لأنه تعالى يبقى بعد فناء الخلق، وإن كانوا وما يملكون في هذه الدنيا، في ملكه؛ لأنه تعالى وهب لهم ممالك الدنيا؛ لغنائه عنه. فإذا بادوا وهلكوا، وبقيت ممالكهم، فلا مالك غيره. وصارت ممالكهم إرثا، أي بقايا بعدهم. ولا يكون لها من يحوزها.

قيل لله: وارث، لا وارث غيره. قال الله تعالى: { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون } وبالله التوفيق.

الباب الثالث والأربعون والمائتان

في الشهيد (¬1)

**************************************

الباب الرابع والأربعون والمائتان

في الخبير

¬__________

(¬1) بياض في الأصل.

مخ ۱۸۰