167

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

وكذلك كل شيء، ارتفع عن منزلة نظرائه. يقال: فرس كريم، إذا كان أشهر الأفراس فراهة. وشجرة كريمة، أي ناعمة حسنة نضرة. وقوله تعالى: { إني ألقي إلي كتاب كريم } أي شريف.

وقيل: مختوم.

ويقال: فاضل. وقال الله تعالى : { لهم مغفرة ورزق كريم } أي فاضل.

مسألة:

فإن قال قائل: ما الدليل على أنه كريم؟

قيل له: إعطاؤه خلقه ابتداء ولا يريد على ذلك مكافأة، ولا أجرا.

والكريم على وجهين: ذات وفعل. وكرم ذات: هو المتنزه عن صفات المحدثين، والتقديس عن أفعال المربوبين.

وكرم الفعل: هو البذل والإعطاء. وجميع ما تفضل به عليهم في الآخرة والدنيا.

والحجة على كرم الذات: قوله تبارك وتعالى: { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } .

والحجة على كرم الفعل: قوله تعالى: { لهم مغفرة ورزق كريم } والكريم: الصفوح. وقوله تعالى: { إن ربي غني كريم } أي صفوح. وبالله التوفيق.

الباب الثامن والمائتان

في الودود

الودود: المحب لعباده الصالحين.

وقيل: قوله: ودود، فيه معنيان يقال: فعول بمعنى مفعول، أي مودود.

ويقال: فعول، بمعنى فاعل، أي هو الله عز وجل، يود عباده الصالحين. ومنه: شكور لعبده على عمله والعبد شكور لنعمة ربه.

وقوله تعالى: { الغفور الودود } يعني المتودد إلى عباده، بم يوليهم، ويجري عليهم من نعمته، في دينهم ودنياهم.

قتال المؤلف: وحب الله لعباده الصالحين: هو ثوابه الذي يثيبهم به في الجنة. وجائز أن يقال: إنه ودود. ويدعى: يا ودود. كما وصف نفسه، في كتابه، أنه ودود. وبالله التوفيق.

الباب التاسع والمائتان

في الحي

الحي من الحياة، أي أنه الدائم الذي لا يفنى، الحي الذي لا يموت. فهو عز وجل الحي الذي له الحياة الدائمة، الذي لا يزال حيا، لا بحياة هي غيره. بل حي بنفسه، يحي ويميت. وهو حي لا يموت.

وأثبتناه عز وجل حيا، لا بحياة هي غيره، بل حيا بنفسه؛ لأنه عالم قادر. فلا يجوز أن يعلم إلا حي. ولا يجوز أن يقدر على الأشياء إلا حي.

مخ ۱۶۷