153

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

فإذا خلق من تجب عليه عبادته. قيل له: إنه إله لهم. وهو إله، قبل أن يخلق أحدا؛ لأن هذا الوصف، لا يحق إلا له. وأن العبادة لا تحق إلا له. ولو كان إلها، لأنه معبود، لكان كل معبود، يجب أن يسمى إلها ولكانت الأصنام يجب أن تسمى آلهة على الحقيقة. فلما بطل ذلك، صح أن الإله لم يكن إلها؛ لأنه معبود. وإنما كان إلها، لأن العبادة تحق له. فوجب أن يكون لم يزل إليها من قبل أن يعبده أحد، وأنه إله، وإن لم يعبده أحد. وبالله التوفيق.

الباب الثاني والثمانون والمائة

في الرحمن الرحيم

قيل: معنى الرحمن: رحمن بجميع الخلق، في الدنيا والآخرة. والرحيم: بالمؤمنين خاصة.

وقيل: هما اسمان لطيفان، من أسمائه - عز وجل - .

وقيل: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر.

ولا يجوز لمخلوق أن يتسمى بالرحمن.

وقدم الرحمن على الرحيم؛ لأنه اسم خاص.

والرحيم: اسم مشترك يقال: رجل رحيم. ولا يقال: رحمن.

مسألة:

الدليل على أنه تعالى رحيم، قصده للتخفيف في أوامر التكليف.

وقيل: الرحمن: ذو الرحمة. وهو الذي وسعت رحمته كل شيء.

والرحيم: ذو الرحمة التي خص بها المؤمنين، خصهم بالهداية، والتوفيق في الدنيا، والثواب والدرجات في العقبى.

مسألة:

ويوصف الله تعالى، بأنه راحم لعباده.

ومعنى راحم: أنه منعم، وأنه ناظر لعباده، وأنه محسن إليهم. قال الله تعالى: { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } وإرساله للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، هو نعمة منه على

عباده. وهو رحمة لهم، كقوله تعالى، في وصف القرآن إنه: { هدى ورحمة لقوم يؤمنون } والقرآن نعمة من الله.

مسألة:

فإن قيل: أليست الرحمة إنما هي رقة القلب؟

قيل له: لا. لأن رقة القلب ليست هي من فعل الرحم. والرحمة: فعل الراحم.

مخ ۱۵۳