126

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

ولا ينفع عمل للزيادة في الأجل، كما زعم المخالفون، من صدقة أو غيرها، من صلة الأرحام، أو غير ذلك، لأن قول الله تعالى: { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } خبر أخبر الله به والأخبار لا تناسخ فيها، إذا كانت تئول إلى الكذب. إذا لحقها التناسخ، لم يكن المخبر صادقا، فيما أخبر والله تعالى يقول: { ومن أصدق من الله قيلا } وقد قال الله تعالى في يحيى بن زكريا: { وسلام عليه يوم ولد ويو يموت ويوم يبعث حيا } وهو لم يمت على فراشه. بل قتل، ومات مقتولا. فسمى الله تعالى قتله موتا له فقد مات بأجله الذي أجله الله له.

ولو أن إنسانا، حلف أنه يوم يموت زيد، فامرأته طالق. فقتل زيد، ولم يمتت على فراشه، لطلقت امرأته، لأنه لم ينو: إن مات زيد على فراشه، بلا قاتل يقتله. وأيما يذهب يوم تخرج روح زيد من جسده. وبالله التوفيق.

الباب الأربعون والمائة

في البعث والرد على الدهرية

ومن لا يعتقد الخلق وبعث المخلوقين

من كلام الشيخ أبي الحسن رحمه الله:

فإن قال قائل: ما الدليل على إعادة الخلق؟

قيل له: الدليل أنه سبحانه وتعالى خلق الخلق أولا، على غير مثال سبق. فإذا كان خلقه أولا، على غير مثال سبق، لم يعى أن يعيده خلقا آخر. وقد قال عز من قائل: { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } .

وقال سبحانه: وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون } .

وقال سبحانه: مخبرا عن قولهم: { إئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون } وفي آية أخرى: { مبعوثون } وقال: { فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة } فدل في القرآن، في غير موضع، أنه يعيدهم. وقال سبحانه: { أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون } .

وقال سبحانه وتعالى: { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } .

مخ ۱۲۶