وإخوة يوسف فعلوا في يوسف ، ما فعلوا فيه، قبل أن يستنبأوا. وإنما استنبئوا من بعد ذلك.
وقيل: فعلوا قبل بلوغهم.ذ
وقيل: إن النبي محمدا - صلى الله عليه وسلم - لم يأت الخطيئة، ولا كانت منه. وبالله التوفيق.
الباب الثلاثون والمائة
في التوفيق والعصمة والخذلان والختم والطبع والأكنة والوقر
التوفيق والخذلان والختم: هو الطبع والأكنة والوقر، إنما يكون جميع ذلك، عند فعل العبد، لا قبل ذلك ولا بعد.
وأما العصمة، فهو أن يعصمه الله فيما يستقبل، ممن نجا من الهلكة، فمن قبل الله وعصمته إياه وتوفيقه ومنه وفضله.
ومن كتاب الأكلة:
قال: معنى الخذلان: هو القدرة على الكفر وكل من خلق له القدرة على الكفر، فقد خذله والخاذل: هو الخالق القدرة على الكفر.
قال: ومعنى الحرمان: هو القدرة على المعاصي سوى الكفر.
والمحروم: من خلقت له القدرة على المعصية، والحيلولة هي المنع، والصرف والحيلولة بمعنى واحد، وهي القدرة على الكفر والمعاصي، وهو معنى قوله تعالى: { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } .
والتوفيق: ما يكون عنده الطاعة، وفي الحقيقة: هو القدرة على الطاعة.
وقيل: التوفيق: ماله كان الموفق موفقا.
وأما الموفق فهو المقدر للخلق على الطاعة، لعله المقدور للخلق الطاعة واللطف مما كان من المهلوم، أنه إذا وجد كانت الطاعة عنده لا محالة، وهو القدرة على الإيمان عندنا، وكذا القدرة على سائر الطاعات ألطاف لها.
والعصمة هي الحراسة، من مواقعة المعصية. وهي القدرة على الطاعة.
ومعنى العاصم: الذي يحرس المكلف من إيقاع المعاصي. وهو في الحقيقة البارئ عز وجل ومنه قوله عز وجل: { والله يعصمك من الناس } يعني يحرسك.
والمعصوم: هو المحروس. وبالله التوفيق.
انقضى الذي من كتاب الأكلة، تأليف القاضي نجاد بن موسى.
مسألة في الختم والطبع:
قال الله تعالى: { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم } الآية.
فقوله تعالى: { ختم } طبع.
مخ ۱۱۵