102

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

ومن الدليل على تكذيب اليهود: خبر الحبر اليهودي، حين أتى عمرو ابن العاص فأخبره بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ذلك أنه يروى أن عمرو بن العاص قال: بعثتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وعاشر عشرة إلى عمان. وكان أهلها أسلموا طوعا فلما أتيتهم، أتاني حبر من اليهود. فقال: من أرسلك إلينا؟

فقلت: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال: نبي مرسل نبي مرسل ثلاث مرات؟

فقلت: نعم.

فقال: والذي أنزل التوراة على موسى، لئن كنت صدقت، ليقبضن في هذا اليوم.

قال: فهالني ما أتاني به، وجعلت أنظر إليه.

فقال: إني أرى ما وقر في نفسك. فأحسن في حبسي، حتى ترى ما قلت لك. فأمرت به فحبس. فوالله ما لبثت إلا يسيرا، حتى أتاني راكب، معه صحيفة مختومة. ففضعت ختمها ونظرت فإذا فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو بن العاص.

سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الله الذي لا إله إلا هو.

أما بعد فلا تحلن عقالا، عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تعقدن عقالا، حله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما قبلك. والسلام.

قال: فنظرت في تاريخ الكتاب، فوجدته قد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في اليوم الذي قال فيه اليهودي ما قال.

قال: فأرسلت إليه. فقلت: ما تقول يا يهودي؟

فقال: إن كنت صدقتني فقد صدقتك.

فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبض في ذلك اليوم. فأسلم اليهودي.

اختصرت الخبر. وقد كتبته بكليته، في كتاب التاج. والله أعلم.

الباب الربع والعشرون والمائة

في شرائع الدين وأحكامه وتناسخ الشرائع

وماذا على من أدرك النبي الثاني

وهو على ملة النبي الأول؟

مخ ۱۰۲