نور وقاد
النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
ژانرونه
المسألة الثالثة : في صفة من تجوز إمامته ولا يجوز أن يكون إماما إلا رجلا حرا بالغا عاقلا مميزا كامل الخلق والأخلاق ورعا فاضلا عالما عاملا ليس فيه من نقائص الخلق كالصمم والخرس والعمى والجنون والبله إلى غيرها والله أعلم .
المسألة الرابعة : في صفة البيعة وهو أن يتقدم أفضل الحاضرين من أهل العلم والفضل فيمد يده اليمنى فيصافح بها الإمام بيده اليمنى فيمسكها ثم يقول له أنا قدمناك إماما على أنفسنا وعلى المسلمين على أن تحكم بكتاب الله وسنة نبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتظهر دين الله الذي تعبد به عباده وتدعو إليه ما وجدت إلى ذلك سبيلا فيقول الإمام نعم فإن قال نعم وجبت العقدة وتثبتت البيعة فيقوم الثاني والثالث والرابع كالأول من لفظ وغيره وما كان أكثر كان أفضل وتجعل الكمة على رأسه والخاتم بيده ويكون العلماء حذاءه فيقوم الخطيب فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم يذكر أمر الإمام بالعقد له والحث على بيعته والترغيب على طاعته ثم يتقدم الناس فيبايعونه والله أعلم .
المسألة الخامسة : أعلم أن التسليم للأمر والرضى من المسلمين يقومان مقام العقد فإذا وقع التراضي على رجل من أهل العلم والفضل والعدل والحل والعقد قام ذلك التراضي مقام العقد وربما كان الرضى والتسليم أثبت من العقد لأن العقد يحتاج إلى رضى وتسليم والرضى والتسليم لا يحتاجان إلى عقد وأعلم أن الإمامة ثبوتها من ثلاث طرق أولها العقد الصحيح بكمال شروطه ، الثانية التسليم والتراضي ، الثالثة الاستخلاف كما فعله أبو بكر الصديق فأي طريق كانت من هذه الثلاث الطرق ثبتت الإمامة بها .
مخ ۱۳۴