أحدٌ ولكن جاءت بالطبيعة والمصادفة؟ قال: كيف؟
قال: كان في الجبل صخور فتحطمت على مر الزمان وتكسرت، ثم حملتها السيول فتراكم بعضها فوق بعض فصارت جدارًا. قال: والنقوش والأصباغ؟ قال: ذابت معادن ملوّنة وحملتها الرياح والأمطار فوضعتها على الجدران، وبمرور آلاف السنين تداخلت فكانت بالمصادفة هذه النقوش. قال: والساعة الطنانة؟ قال: قطع حديد مرّ عليها آلاف وآلاف من السنين، فتحطمت وكان منها قطع مستديرة ومستطيلة سقط بعضها فوق بعض، وأخذت بالمصادفة ملايين الأشكال حتى كان أحد أشكالها ساعة تمشي.
وأمثال هذا الهذيان! هذا مثال صغير جدًا لمن يقول إن هذا العالم بأسراره وعجائبه كان من غير خالق، مع أن كل ذرة فيه، نعم، الذرة الواحدة بأسرارها وعلومها تكفي لتكون الدليل على وجود هذا الخالق.
* * *
على أن وجود الله لا يحتاج إلى دليل، ولقد قيل لرابعة العدوية: إن فلانًا من العلماء أقام ألف دليل على وجود الله، فقالت: لو لم يكن عنده ألف شك لما أقام ألف دليل. قالوا: فما الدليل؟ قالت: إذا كان رجل يمشي في الصحراء وحده فسقط في بئر ولم يكن عنده من ينجيه، ماذا يقول؟ قالوا: يقول «يا الله»، قالت: ذاك هو الدليل!
إن الإيمان مستقر في أعماق كل قلب ولكنه يحتاج إلى هزة
1 / 18