نور او تتل
النور والفراشة: رؤية جوته للإسلام وللأدبين العربي والفارسي مع النص الكامل للديوان الشرقي
ژانرونه
لتدفع الحوريات أنفسهن إلى العشق
إن أردتم أن تحسدوه على هذا النعيم
أو شئتم أن تعكروا عليه صفوه
فاعلموا أن كلمات الشاعر
تحوم دائما حول أبواب الفردوس
تطرقها في همس وهدوء
وتطلب حياة الخلود.
والنظرة العاجلة تبين لنا كيف تعبر هذه القصيدة عن تجربة دينية شاملة كونها جوته على مدى عمره الطويل، وامتزجت فيها روح الديانات الكبرى مع حكمة الحياة التي قضاها في النشاط والعمل والإقبال على مباهج الدنيا وأسرار الكون. وعنوان القصيدة نفسه مكتوب بنطقه العربي ورسمه الفرنسي، وفيه إشارة واضحة إلى هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن الحنين الظاهر إلى الشرق، وشوق الشاعر للارتحال مع القوافل إلى بلاد الآباء والرسل والهداة، والحياة بعيدا عن اضطرابات القارة الأوروبية وحروبها في تلك الفترة العصيبة بين سنتي 1812م و1814م؛ ليتملي من عادات الشرق وأحواله، ويتنسم عطره وطهره وصفاءه، ويرجع إلى المصدر الأصلي للوحدة والنقاء. وليس ما يمنع أيضا من أن يتاجر في نفائسه وبضائعه، ولو أدى الأمر إلى أن يصبح واحدا من الرعاة والأعراب! وتردد أسماء كالخضر صاحب موسى الكليم في الروايات الإسلامية (التي تقول إنه كان قائد جيش ذي القرنين ووزيره، والوحيد الذي أتيح له أن يشرب من عين الحياة فيكتب له الخلود) ثم تردد كلمات الفردوس والقوافل والعنبر والجمال وخمار الحبيبة، كل هذا يدل على تأثير الشرق بوجه عام. فهل توحي القصيدة مع هذا بتأثير الشعر الجاهلي؟ إن النظر السريع يشير إلى شوق الشاعر إلى بلاد تعيش على الفطرة والطبيعية والبساطة الأولى، وتسير فيها قوافل البدو منتقلة بين الحضر والبادية، أي يعيشون كما نقول اليوم في عصر الحضارة الشفاهية لا الكتابية، ويحيون حياة أبية ترفض الذل والخضوع للطغاة والغرباء. وهذا كله يوحي بتأثير الشاعر بما قرأه عن الحياة العربية في الجاهلية، وما عرفه من ترجمة المستشرق هارتمان للمعلقات ومن تعليقاته عليها ومقدمته الوافية لها، ثم مناقشته اليومية الطويلة مع المستشرق «باولوس» في أثناء زيارته لمدينة هيدلبرج (بين 24 سبتمبر و9 أكتوبر سنة 1814م) عن الحياة العربية والأدب العربي.
لا مجال هنا للوقوف عند الرسائل والمذكرات اليومية وسجلات المكتبات التي استعار منها الشاعر هذا الكتاب أو ذاك. فلا شك في تأثر جوته بعالم الشرق بوجه عام، سواء في ذلك شعر حافظ والجامي والسعدي أو قراءته في القرآن الكريم وسيرة الرسول
ناپیژندل شوی مخ