آخ يا أم وسيم، بالله عليك يا معلمتي. دخلك. أرسليني إلى جهنم، ولا ترسليني إلى العين.
أم وسيم (تهزها ثانية) :
أنا أرسلك إلى العين، والله يرسلك إلى جهنم متى دنت ساعتك. هيا إلى العين.
زليخة :
دخلك يا معلمتي، لا أريد الذهاب إلى العين، إني كلما التقيت على العين بنساء عائلة الحمصي يهزأن بي، ويسألني صبيانهم: «يا زليخة، يا خادمة أم وسيم، إن معلمك وسيم أرشد وشب، متى يأخذ بثأر أبيه؟» فيضحك كل من سمع، والبارحة قالت لي ورد الحمصي ساخرة: إننا نوصد الأبواب في النهار، خوفا من بطش وسيم الحموي. كل من رآني يهزأ بي. كلهم يسألونني: متى يأخذ وسيم الحموي بثأر أبيه؟ لا ترسليني إلى العين يا أم وسيم.
أم وسيم (حديث زليخة يثير في نفسها الهواجس. فتثور دماؤها، وينعم صوتها، ويرتجف فزعا، فتضع يدها على كتف زليخة برفق وتقول) :
زليخة، بنيتي! كنت يتيمة منذ صغرك.
زليخة :
بل منذ طفولتي، أنت التي ربيتني وحميتني، أطال الله عمرك يا أم وسيم.
أم وسيم :
ناپیژندل شوی مخ