الضابط :
إذن، فقد ضللتنا أم وسيم؛ لتسهل سبيل الفرار له. لماذا خدعتنا يا أم وسيم؟
أم وسيم :
لأني أم وسيم. (ينزل الستار)
الفصل الثاني
المشهد الأول (بعد عشر سنوات. بلاد غرانبلا. يرتفع الستار عن مكتب تجاري يظهر أن أصحابه تجار بالجملة؛ إذ تناثرت في جوانب المكتب مساطر البضائع من مثل كلسات، برانيط، أحذية، أقمشة، صحون، ملاعق، شماسي، أصيص (أرضية) إلخ ... يواجه النظارة رقعتان: الأولى عربية، كتبت بحروف هائلة «الدين هو المعاملة»، والثانية إنكليزية بنفس قياس الحروف العربية: “Light gains make heavy purses.” “Money is made on turnover and lost on leftover.”
على يمين النظارة صندوق حديدي، وفي المكتب طاولة كبرى، وثانية صغرى للماكنة الطابعة، والآن راجي يطبع على الماكنة بسرعة ونرفزة وغضب. على يسار النظارة كرة عظمى، هي كرة الدنيا يلاعبها وسيم مدمدما أغنية، ووسيم بعكس راجي، يظهر أن الدنيا مروقة معه. بين مساطر البضائع نحو خمسين رزمة مختلفة الأحجام، تلفها أوراق زاهية، وشرائط ملونة، كالرزم التي يتبادلها الأصدقاء في الأعياد. الوقت أول السهرة. خلف الكرة الأرضية مرآة كبرى.)
وسيم (إذ هو يداعب الكرة الأرضية، ويقيس بمسطرة صغيرة) :
أوووف! أتدري يا أستاذ أن بيننا وبين بيروت سبعة آلاف ميل! أحسب! هجرنا بيروت منذ عشر سنوات، عشر سنوات غربة، والآن بيننا وبينها سبعة آلاف ميل. إذا ضربنا عشر سنوات طوالا بسبعة آلاف ميل، أتدري ما هو الجواب يا أستاذ؟ (يتقدم من المرآة، فيتطلع إلى شعره)
الجواب 1431 شعرة بيضاء، (متأوها)
ناپیژندل شوی مخ