إرادة للاختصاص، والدليل عليه قوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ (١). انتهى.
قلت: تخصيص الابتداء باسم الله قصر إفرادٍ كما في قوله تعالي: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾؛ لأن المشركين وإن بدءوا بأسماء آلهتهم لا ينوب عن الابتداء باسم الله تعالي ثم قال الزمخشري: فإن قلت: فقد قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ (٢) فقدم الفعل.
قلت: هناك تقديم الفعل أوقع؛ لأنها أول سورة نزلت، فكان الأمر بالقراءة أهم. انتهى.
ثم اعلمْ أن الباء في كلام العرب تجيء لأربعة عشر معنى:
الأول: الإلصاق، قيل: هو معنّى لا يفارقها، نحو مررت بزيدٍ، أي: ألصقت مروري بمكان يقرب منه زيدٌ.
الثاني: التعدية، وتُسمى باء النقل أيضًا، نحو: ذهبت يزيد.
الثالث: الاستعانة، وهي الداخلة على آلة الفعل، نحو: كتبت بالقلم، ونجرت بالقدوم، قيل: ومنه باء البسملة؛ لأن الفعل لا يتأتى على الوجه الأكمل إلَّا بها.
الرابع: السببية نحو: ﴿إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ﴾ (٣)، ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾ (٤).
الخامس: المصاحبة، نحو: ﴿بِسَلَامٍ مِنَّا﴾ (٥)، أي: معه.
(١) سورة هود، آية: [٤١].
(٢) سورة العلق، آية: [١].
(٣) سورة البقرة، آية: [٥٤].
(٤) سورة العنكبوت، آية: [٤٠].
(٥) سورة هود، آية: [٤٨].