وكذلك رواه وكيع عن حماد بن سلمة وقال:"إذا بلغ الماء قلتين أو ثلاثًا لم ينجسه شيء" رواه ابن ماجه (١).
وأما متنه فالاضطراب فيه ما تقدم.
ورروي الدارقطني في "سُننه" (٢) وابن عُدي في "الكامل" (٣) والعقيلي في كتابه (٤) عن القاسم بن [عبد] (٥) الله العمري، عن محمَّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا بلغ الماء أربعين قلة فإنه لا يحمل الخبث" وقال الدارقطني: القاسم العمري وهم في إسناده، وكان ضعيفًا كثير الخطأ.
وروى الدارقطني (٦) أيضًا: من جهة بشر بن السري عن ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن سليمان بن سنان، عن عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه قال: "إذا كان الماء قدر أربعين قلة لم يحمل خبثا" وخالفه غير واحد رووه عن أبي هريرة فقالوا: "أربعين غربا" ومنهم من قال: "أربعين دلوا".
وأما الاضطراب المعنوي فقيل: إنَّ القلّة اسم مشترك يطلق على الجرّة وعلى القربة وعل رأس الجبل وعلي قامة الرحل، والاسم المشترك لا يراد به إلَّا أحد المعاني الذي دلّ عليه الدليل المرجح، فأي دليل مرجح دلّ على أن المراد من القلّة ما أرادوه من التقدير لا غيره.
فإن قلت: روى الشافعي في "مسنده" (٧): أخبرني مسلم بن خالد الزنجي، عن