نکت وفيه
النكت الوفية بما في شرح الألفية
ایډیټر
ماهر ياسين الفحل
خپرندوی
مكتبة الرشد ناشرون
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م
ژانرونه
معاصر
وإنَّما القولُ الرابعُ الذِي لا بدَّ منهُ: قولُ مَن يسوي بينَ المرسلِ والمنقطعِ، فَيقولُ: المرسلُ ما سقطَ مِن إسنادهِ راوٍ واحدٌ، وهَذا موجودٌ في استعمالِ أهل الحديثِ، فَقد رَوَى البخاريُّ خَبرًا عَن إبراهيمَ النخعي، والضَحاكِ المشْرَقي، عَن أبي سَعيدٍ، ثُمَّ قالَ: إبراهيمُ، عَن أبي سعيدِ مرسلٌ (١).
وعبارةُ ابنِ الحَاجِب في " مختصرهِ " (٢): «المرسلُ قولُ غيرِ الصَحابي: قالَ ﷺ» (٣). قالَ بعضُ أصحابِنا: كَما حكاهُ ابنُ كثيرٍ شاهدًا لتناولهِ غيرَ التَابعي (٤)، فَعلى هَذا يُعدُّ قولًا آخرَ، فَتأملْ.
قولُهُ:
١٢٢ - وَاحتَجَّ (مَالِكٌ) كَذا (النُّعْمَانُ) ... وَتَابِعُوْهُمَا بِهِ وَدَانُوْا
١٢٣ - وَرَدَّهُ جَمَاهِرُ النُّقَّادِ؛ ... لِلجَهْلِ بِالسَّاقِطِ في الإسْنَادِ
١٢٤ - وَصَاحِبُ التَّمهيدِ عَنهُمْ نَقَلَهْ ... وَ(مُسْلِمٌ) صَدْرَ الكِتَابِ أصَّلَهْ
مَضمونُ هذهِ الأبياتِ ليسَ مِن مباحثِ هَذا الفنِّ، ولذلكَ لَم يستقصِ تفاريعهُ.
والحنفيةُ لا يقبلونَ المرسلَ إلاّ إذا كانَ مرسِلُه مِن أهلِ القُرونِ الثلاثةِ الفاضلةِ، فإنْ كانَ مِن غيرها لَم يقبلوهُ؛ لقولهِ ﷺ في حديثِ عمرَ ﵁: «ثُمَّ يفشُو الكذِبُ» أخرجهُ النسائي (٥) بسندٍ صحيحٍ، وَهوَ في
(١) انظر: جامع التحصيل: ٣١.
(٢) ١/ ٧٦١.
(٣) قال البلقيني في " محاسن الاصطلاح ": ٥٨: «فائدة: قول ابن الحاجب وغيره من الأصوليين: المرسل: قول غير الصحابي، قال رسول الله ﷺ. لا يعم صورة سقوط الرجل قبل التابعي، ولا سقوطه مع التابعي إذا ذكر الصحابي، فيظهر بذاك توقف في نسبة ذلك إلى المعروف في أصول الفقه».
(٤) انظر: اختصار علوم الحديث ١/ ١٥٤ وبتحقيقي: ١١٥.
(٥) السنن الكبرى (٩٢٢٥). وأخرجه أيضًا: أحمد ١/ ١٨، والترمذي (٢١٦٥).
1 / 374