نکت وفيه
النكت الوفية بما في شرح الألفية
پوهندوی
ماهر ياسين الفحل
خپرندوی
مكتبة الرشد ناشرون
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م
ژانرونه
معاصر
إبراهيمُ بنُ معقلٍ النسفيُّ (١)، ربما أشعرَ بقلةِ ما بَقيَ، وإنَّ قولهُ: «أحفظ مئةَ إلف حديثٍ صحيحٍ» (٢) ليسَ على ظاهرهِ، بلِ المرادُ بالمكرراتِ، والموقُوفَاتِ، لكنْ قالَ البلقينيُّ: «نقلَ الحازميُّ (٣) لفظَ البخاريِّ، وفيهِ: وما تركتُ مِن الصحاحِ أكثرُ» (٤). انتهى.
وكذا رواهُ الحافظُ أبو بكرٍ الإسماعيليُّ، قالَ: «لم أُخرِجْ في هذا الكتابِ إلاّ صحيحًا، وما تركتُ مِن الصحيحِ أكثر»، قالَ الإسماعيليُّ: «لأنَّهُ لو أخرجَ كلّ صحيحٍ عندهُ لجمَعَ في البابِ الواحدِ حديثَ جماعةٍ منَ الصحابةِ، ولذكرَ طريقَ كل واحد منهمْ إذا صحتْ، فيصيرُ (٥) كتابًا /٢٦ب/ كبيرًا جدًا».
قالَ شيخُنا العلامةُ تاجُ الدينِ بنُ الغرابيليِّ: «قولُ الإسماعيلي هذا يؤيد قولَ مَنْ قال: إنَّ مقصود البخاريِّ مِنْ قولهِ: «أحفظُ مئةَ ألفِ حديثٍ» أنَّ ذلكَ بالتكرارِ وغيرهِ» (٦). قالَ شيخنا: «ولقد كانَ استيعابُ الأحاديثِ سهلًا، لو أرادَ القادرُ على كل شيءٍ، وذَلِكَ بأنْ يجمعَ الأولُ منهم ما وصلَ إليهِ، ثمَّ يذكرَ مَنْ بعده ما اطلعَ عليهِ مما فاتهُ مِنْ حديثٍ مستقلٍ، أو زيادةٍ في الأحاديثِ التي ذكرها، فيكونُ كالذيلِ عليهِ، وكذا منْ بعده فلا يمضي كثيرٌ مِن الزمانِ، إلا وقد استوعبَ (٧)، وصارت تلكَ المصنَّفاتُ كالمصنَّفِ الواحدِ، ولعمري، لقد كانَ هذا في غايةِ الحسنِ
_________
(١) من قوله: «لحال الطول ...» إلى هنا لم يرد في (ك).
(٢) أسنده إليه ابن عدي في مقدمة " الكامل " ١/ ٢٢٦، والخطيب في " تأريخه " ٢/ ٢٥، والحازمي في " شروط الأئمة الخمسة ": ٦١، وابن نقطة في " التقييد ": ٣٣.
(٣) زاد بعدها في (ك): «من».
(٤) محاسن الاصطلاح: ٩١.
(٥) جاء في حاشية (أ): «الأصول الخمسة».
(٦) من قوله: «انتهى. وكذا رواه الحافظ أبو بكر ...» إلى هنا لم يرد في (ك).
(٧) في (ك): «استوعبته».
1 / 127