نکت وفيه
النكت الوفية بما في شرح الألفية
پوهندوی
ماهر ياسين الفحل
خپرندوی
مكتبة الرشد ناشرون
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م
ژانرونه
معاصر
ما نصهُ: «ومثلُ هذا الكلامِ وإنْ كانَ ظاهرهُ نفيَ أفضليةِ الغير، لكنْ إنما ينساقُ لإثباتِ أفضليةِ المذكورِ». ولهذا أفادَ أَنَّ أبا بكر أفضلُ مِنْ أبي الدرداء، والسر في ذَلِكَ أَنَّ الغالب مِنْ حالِ كلِّ اثنينِ هوَ التفاضلُ دونَ التساوي، فإذا نفى أفضليةَ أحدهما ثبتَ أفضلية الآخرِ، وبمثلِ هذا ينحلُّ الإشكالُ المشهورُ على قولهِ ﷺ، أي: فيما رواهُ مسلمٌ (١) وهذا لفظهُ، وأبو داودَ (٢)، والترمذيُّ (٣) والنسائيُّ (٤) وغيرُهم (٥) عن أبي هريرةَ: أَنَّ النَّبيَّ ﷺ قالَ: «منْ قالَ حينَ يصبحُ، وحينُ يمسي: سبحانَ اللهِ وبحمدهِ، مئةَ مرةٍ، لمْ يأتِ أحدٌ يومَ القيامةِ بأفضل مما جاءَ بهِ، إلا أحدٌ قالَ مثلَ ذَلِكَ، أو زادَ عليهِ».
فالاستثناءُ بظاهرهِ مِنَ النفيِ، وبالتحقيقِ منَ الإثباتِ يعني: ويصيرُ ذلكَ كالحديثِ الذي رواهُ / ٢٣ ب / البزارُ (٦) مِنْ رواية جابرٍ الجعفيِّ، عن أبي المنذرِ الجهنيِّ ﵁، قالَ: قلتُ: يانبيَ اللهِ، علِّمني أفضلَ الكلامِ، قالَ: «يا أبا المنذرِ، قلْ: لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ، ولهُ الحمدُ، يُحيي ويميتُ، بيدهِ الخيرُ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، مئةَ مرةٍ (٧) في كل يومٍ؛ فإنكَ يومئذٍ أفضلُ الناسِ عملًا، إلا منْ قالَ مثلَ ما قلتَ» (٨)، فتأملْ هذا الفصلَ؛ فإنَّهُ بديعٌ.
_________
(١) صحيح مسلم ٨/ ٦٩ (٢٦٩٢).
(٢) سنن أبي داود (٥٠٩١).
(٣) جامع الترمذي (٣٤٦٩).
(٤) في " الكبرى " (١٠٤٠٣)، وفي " عمل اليوم والليلة " (٥٦٨)، وبسند آخر في
" الكبرى " و" عمل اليوم والليلة " كما في " تحفة الأشراف " ٩/ ٣٨٥ (١٢٥٦٠).
(٥) منهم البيهقي في " الدعوات الكبير " (١١٩)، وفي " الأسماء والصفات " ١/ ١٧٧.
(٦) لم أجده في المطبوع من " مسند البزار "، وهو في " مجمع الزوائد " ١٠/ ٨٦ وقال: «رواه البزار، وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف».
(٧) «مرة» لم ترد في (ف).
(٨) من قوله: «لكن لا بدَّ أن تعرف أنّ ذلك ...» إلى هنا لم يرد في (ك).
1 / 118