============================================================
البحث الثايت نح البقاعي التكت والفواند عل شرح التان102 ما لايقوم بذاته كسائر الصفات وهو جيد لمن يتعقل يتعقل لفظا قائما بالنفس غير مؤلف من الحروف المنطوقة "(1)، قال البقاعي: وحاصل كلام الشارح : أن الذي ادعاه القاضي عضد الدين لا يعقل، فإنا لا نعقل لفظا غير مرتب الحروف، بل لا نعقل اللفظ إلا مرتب الحروف، وهذا من الشارح غير جيد، فإنه ممن يعيب على المعتزلة قياس الغائب على الشاهد فلا يحسن به الوقوع فيما عابه عليهم، ومتى فتحنا هذا الباب لزم منه مفاسد كثيرة، منها : عدم سماع الكلام النفسي، خلافا لما مر عن الأشعري من أنه يجوز، فإنا لا نعقل كلاما نفسيا بالمعنى الذي يريده الشارح، ومع ذلك يسمع ، فالذي يجب علينا التنزيه عن النقائص وعدم القياس ، بل نقول - في كل ما صح من نعوته جل وعلا - : نعم آمنا به وهو كما يليق بجلاله - ومما يؤيد كلام القاضي عضد الدين ما خرجه الترمذي واللفظ له وقال : حسن غريب صحيح ، والنسائي، عن قتيبة عن الليث عن أبي قبيل- هو : حيي وقيل: حي- بن هانى عن شفي بن ماتع عن عبد الله بن عمرو بن العاصي - رضي الله تعالى عنهما - قال : " خرج علينا رسول الله- - وفي يده كتابان ، فقال : أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا : لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا يتقص منهم أبدا، الحديث "(2).
ووصف تفسير التفتازاني للتكوين بأنه : إخراج المعدوم من العدم إلى الوجود، بقوله : "هذه العبارة ونحوها فيها مسامحة، وذلك أن الإخراج يستدعي خرجا فيلزم على ذلك قدم ذلك، فيتبغي أن يقال : ويفسر بجعل الشيء أو المعدوم موجودا "(3).
ورد ما نقله التفتازاني عن أبي المعين النسفي في التبصرة في تفسير الاستطاعة بأنها عرض يخلقه الله - تعالى - في الحيوان ليفعل به الأفعال الاختيارية، وأنها علة للفعل، قال البقاعي مرجحا رأي الجمهور من أنها شرط لأداء الفعل لا علة: " أما صدر كلامه فلا نزاع فيه، إنما النزاع في قوله : إنها علة، لأنها لو كانت علة لم يجز تخلف الفعل عنها من غير قيد وليس كذلك، (1) شرح العقائد: 61.
(2) ينظر ص :328 - 327.
(3) ينظر ص: 331.
مخ ۱۰۳