الوجود ولو (1) كان ممكن الوجود افتقر (2) في وجوده إلى غيره وننقل (3) الكلام إلى ذلك الغير فإن كان واجب الوجود انتهت الحوادث إليه فهو موجد الحوادث وإن كان ممكن الوجود افتقر في وجوده إلى موجد آخر فإن كان الأول لزم الدور وإن كان غيره وترامى تسلسل وهما باطلان كما (4) عرفت فلا بد أن ينتهي الحوادث إلى موجد (5) واجب الوجود لذاته.
فإن قيل: موجد الحوادث قادر مختار (6) أم موجب؟
فالجواب: قادر مختار (7).
فإن قيل: ما حد القادر وما حد الموجب؟
فالجواب: القادر هو الذي يمكنه الفعل ويمكنه الترك بالنسبة إلى شئ واحد، والموجب هو الذي يفعل (8) ولا يمكنه الترك كالنار في الاحراق.
فإن قيل: ما الدليل على أن موجد الحوادث قادر مختار؟
فالجواب: الدليل على ذلك أنه لو لم يكن قادرا لكان موجبا لما (9) عرفت من أنه لا واسطة بين القادر والموجب. ولو كان موجبا لكانت الحوادث التي هي آثاره قديمة لقدمه وقدم الحوادث محال فكونه موجبا محال فيكون قادرا مختارا وهو المطلوب.
مخ ۲۲