﴿ومن سورة هود ﵇﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ﴾ [هود: ٤٣]
معنى آوي: أنضم، والعصمة: المنع.
ومما يسأل عنه أن يقال: لم دعاه إلى الركوب معه وقد نهى أن يركب معه كافر؟
والجواب: أن الحسن قال: كان منافقًا يظاهر بالإيمان، وقال غيره: دعاه على شريطة الإيمان.
ويسأل عن قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ﴾؟ وفيه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أن يكون استثناء منقطعًا، كأنه قال: لكن من رحم معصوم.
والثاني: أن يكون المعنى: لا عاصم إلا من رحمنا، كأنه في التقدير: لا عاصم إلا الله.
والثال: أن يكون المعنى: لا عاصم إلا رحمة الله فنجاه، وهو نوح ﵇.
وقيل (عاصم) هاهنا بمعنى معصوم، والتقدير على هذا: لا معصوم من أمر الله إلا من ﵀، و(فاعل) قد يأتي في معنى (مفعول)، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾، وقال الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
و(عاصم) مع (لا) بمنزلة اسم واحد مبني على الفتح لتضمنه معنى (من)؛ لأن هذا جواب (هل من عاصم) وحق الجواب أن يكون وفق السؤال، فكان يجب أن يكون (لا