نکت په صحیح بخاری
النكت على صحيح البخاري
پوهندوی
أبو الوليد هشام بن علي السعيدني، أبو تميم نادر مصطفى محمود
خپرندوی
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
د خپرونکي ځای
القاهرة - مصر
ژانرونه
حكى فيه النحاس إجْمَاع الصحابة، والحق إثبات الخلاف.
وفيه: أن "مِن" الَّتِي لابتداء الغاية تأتي في غير الزمان والمكان، كذا قاله أبو حَيَّان، والظاهر أنها هنا لَم تخرج عن ذَلِكَ لكن بارتكاب مَجاز.
قوله: (عظيم الروم) فيه عدول عن ذكره بالملك أو الإمرة؛ لأنه معزول بحكم الإسلام، لكنه لم يُخْله من إكرام لمصلحة التألف.
قوله: (سلام عَلى من اتبع الهدى) في رواية المصنف في الاستئذان (١): "السلام" بالتعريف، وقد ذُكرت في قصة موسى وهارون مع فرعون (٢)، وظاهر السياق أنها من جملة ما أمرا به أن يقولاه.
فإن قيل: كيف يُبدأ الكافر بالسلام؟
فالجواب: أن المفسرين قالوا ليس المراد من هذا التحية، إنما معناه سَلِم من عذاب الله من أسلم، ولهذا جاء بعده: ﴿أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ [طه: ٤٨]. وكذا جاء في بقية هذا الكتاب: "فإن توليت فإن عليك إثم الأَرِيسِيِّين"، فمحصل الجواب: أنه لم يبدأ الكافر [٤٠/أ] بالسلام، وهذا وإن كَانَ اللفظ يُشعر به لكنه لم يدخل في المراد؛ لأنه ليس ممن اتبع الهدى، فلم يُسَلِّم عليه.
قوله: (بدعاية الإسلام) هو بكسر الدال من قولك: دعا يدعو دعاية، نَحو: شكا يشكو شكاية، ولمسلم: "بداعية (٣) الإسلام" (٤)، أي: بالكلمة الداعية إلَى الإسلام: وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن مُحَمَّدًا رسول الله، والباء موضع إلَى.
وقوله: (أسلم تسلم) غاية في البلاغة، وفيه نوع من البديع وهو الجناس الاشتقاقي.
قوله: (يؤتك) جواب ثانٍ للأمر، وفِي الجهاد للمؤلف: "أسلم يؤتك" (٥) بتكرار
(١) "صحيح البخاري" (كتاب الاستئذان، باب: كيف يكتب الكتاب إلَى أهل الكتاب) برقم (٦٢٦٠). (٢) أي قوله تعالَى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى﴾ [طه: ٤٧]. (٣) في الأصل: "بدعاية"، والمثبت من "الفتح"، و"صحيح مُسْلِم". (٤) "صحيح مسلم" (كتاب الجهاد، باب: كتاب النبي ﷺ إلَى هرقل) برقم (١٧٧٣). (٥) "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد، باب: دعاء النبي ﷺ الناس إلَى الإسلام) برقم (٢٩٤١).
1 / 201