وكان سليمان هذا أكولًا، وحكاياته في كثرة الأكل مشهورة، منها: أنه حج مرة فنزل بالطائف فأكل سبعين رمّانة، ثم جاءوه بخروف مشوىّ وست دجاجات فأكلها، ثم جاءوه بزبيب فأكل منه شيئًا كثيرًا؛ ثم نعس وانتبه فأتاه الطباخ فأخبره أن الطعام استوى، فقال: اعرضه علي قدرًا قدرًا، فصار يأكل من كل قدرة «١» اللقمة واللقمتين واللحمة واللحمتين، وكانت ثمانين قدرًا؛ ثم مد السماط فأكل على عادته كأنه ما أكل شيئا. اهـ، وكانت وفاته بدابق «٢» في صفر سنة تسع وتسعين عن خمس وأربعين سنة. وكانت خلافته دون ثلاث سنين، ﵀. وفيها وجه عمر بن عبد العزيز إلى مسلمة وهو بأرض الروم يأمره بالقفول منها بمن معه من المسلمين، ووجه لهم خيلًا وطعامًا كثيرًا، وحث الناس على معونتهم. وفيها أغارت الترك على أذربيجان فقتلوا من المسلمين جماعة؛ فوجه عمر بن عبد العزيز حاتم بن النعمان الباهلي فقتل أولئك الترك، ولم يفلت منهم إلا اليسير. وفيها توفي سهل بن عبد العزيز ابن مروان أخو الخليفة عمر بن عبد العزيز، وكان فاضلًا دينًا زاهدًا. وفيها توفي قيس بن أبي حازم عوف بن الحارث الأحمسي، من الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، شهد مع خالد بن الوليد حين صالح أهل الحيرة والقادسيّة. وفيها توفي القاسم بن مخيمرة الهمداني، وهو من الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة، وكان يدعو بالموت، فلما نزل به كرهه، وكان ثقةً مع علم وزهد وورع.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستة أذرع وخمسة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وعشرون إصبعًا.