الناس إلى أحضانها، ولكن لا رأي لمن لا يطاع. كما قال
هو بنفسه» . (١)
وقوله أيضًا: «وقضى خلافته في حروب دامية، فرضت عليه فرضًا، من الناكثين، والقاسطين، والمارقين، ولم يخرج منها إلا باستشهاده ... سلام الله عليه وهو يتحسر على أمة محمد» . (٢)
فهذه أمثلة لما جاء في كتبه من تناقضات وتعارضات، ولو أردت الاسترسال في ذكر ما وقع فيه المؤلف من هذه التناقضات لذكرت الكثير منها، إذ أن كتبه مليئة بذلك، غير أني أكتفي بما تقدم، حرصًا على عدم الإطالة ولتحقق المقصود بما ذكر حيث تبين من خلال هذا العرض تناقض الرجل واضطرابه، وشكه وارتيابه، مما يسقط الثقة بنقله، أو الاعتداد بحكمه.
خامسًا: اتباعه الهوى والظن في أحكامه:
المؤلف لا يبني أحكامه وما يقرره من مسائل على منهج صحيح، كالاستدلال بالنصوص، والاستعانة بكلام أهل العلم في بحث المسائل وتحقيقها. وإنما له طريقة غريبة في ذلك، وهي تأصيل المسائل وتقريرها بمجرد الهوى والظن، بل امتدت طريقته هذه لتشمل الأحاديث النبوية
والروايات التاريخية التي ينفيها أو يقررها بغلبة الظن والهوى والرأي المجرد الذي لايستند لمبرر معقول، أو نقل مقبول، وهذه الطريقة سائدة في كتبه، وإنما أذكر لها أمثله. فمن ذلك:
قوله في كتابه فسألوا أهل الذكر: «إن أولئك الذين حكموا المسلمين في عهد الدولة الأموية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان، لم يعتقدوا يومًا من الأيام بأن محمدًا بن عبد الله هو مبعوث برسالة من عند الله، وهو نبي الله حقًا، وأغلب الظن أنهم كانوا يعتقدون بأنه كان ساحرًا» . (٣)