انتقل الإمام أبو مسلم إلى رحمة الله في اليوم الثاني من شهر صفر سنة (1339ه) بمدينة زنجبار بأفريقيا الشرقية بعد أن عاش خمسا وستين سنة قضاها في خدمة العلم والأدب، ولزوم طاعة الله، والدفاع عن الإسلام.
لقد عاش - رحمه الله - حياة حافلة بكل معاني الإنسانية، فقد كان عالما فاضلا، وأديبا لبيبا، وجوادا كريما، وكانت وفاته بمدينة زنجبار بإفريقيا الشرقية، وقد رثاه حفيده الشاعر سالم بن سليمان بن عمير الرواحي بقصيدة مطلعها:-
إليك إليك عني يا دفار *** فإنك لست لي أبدا بدار
مزجت السم في عسل مصفى *** لكل أخي جنون واغترار
ويقول فيها:-
فوا أسفي على شيخي وركني *** ومعتمدي ومستندي وجاري
سأبذل في البكاء عليه جهدي *** أكفكف دمع عيني بانهمار
لقد شط المزار فلا لقاء *** إلى يوم اللقا والانتشار
ووا لهفا عليك أبا المهنا *** أتسمع أنت مني ذا الجؤار
فمن لي والكوارث والعوادي *** إذا شدت عوابسها الضواري
لقد كنت المرزأ والمرجى *** إذا ضن الغيوث عن انحدار
رحلت لدعوة الرحمن عنا *** وأبنا بالتحرق والأوار
فيا رحم المهيمن خير حبر *** دفناه بأرض الزنجبار
وأزلفه إلى الفردوس منا *** ولقانا به في خير دار
كما رثاه الشيخ سالم بن حمود السيابي حيث يقول:-
أبا مسلم هل من يسد لثغرة *** من العلم قد ما كنت فيها مصدرا
أبا مسلم من للمعارف مطلقا *** يعبر عنها بالمراشد للورى
أبا مسلم من للبيان يصوغه *** قلايد در حيرت من تبصرا
أبا مسلم من للقوافي إذا أتت *** ومن ذا الذي يعلو بها فيك منبرا
أبا مسلم أديت للحق واجبا *** وأيقضت للإسلام من سنة الكرى
أبا مسلم رصعت تأريخك الذي *** عرفت به درأ نضيدا وجوهرا
وآخر ما دبج يراعه، وجادت به قريحته في فن القريض "ثمرات المعارف" تخميس لميمية الشيخ العالم الرباني سليمان بن خلفان الخليلي - رضي الله عنه - فقد سال بها قلمه يوم 28 محرم (1339ه) أي قبل آخر عهده بالدنيا بثلاثة أيام، ومطلعها:
مخ ۹