gender (والجنوسة أفضل ؛ لأن النوع كلمة فضفاضة ولها مقابلات عدة) وهو مصطلح يشير في أصله - كما يخبرنا قاموس أكسفورد الموجز - إلى تصنيف نحوي للأسماء، لكنه بات يستخدم لكي يشير لا إلى الفوارق البيولوجية (الجنس) فحسب، بل إلى مجمل وخلاصة الأوضاع والخبرات والأدوار المختلفة التي تترتب فقط على كون الرجل رجلا والمرأة امرأة، وكما تقول جيزيلا بوك
G. Bock ، باتت الجنوسة - كمصطلح معرفي - تحيل إلى البنية الثقافية، و«طريقة لرؤية ودراسة الشعوب، وأداة تحليلية تساعد على اكتشاف المناطق المهملة من التاريخ، إنها شكل نظري للاستقصاء الثقافي الاجتماعي عن الجنس الأعمى في التاريخ التقليدي».
53
لم تستخدم سيمون دي بوفوار مصطلح الجنوسة
gender
والجنوسة، لكنها دخلت في تحليلات عميقة تثبت بها أن البيولوجيا ليست في حد ذاتها قدرا محتوما، بل المجتمع البطريركي هو الذي جعلها هكذا، تعمل في الجزء الأول من الكتاب على تحليل الخبرات الفردية المشتركة بين الإناث جميعا، لا سيما في الحضارة الغربية تبدأ ب «سنوات التكوين»، فتفحص خبرات الطفولة، لتنتهي إلى أنه لا توجد فيها فوارق نوعية حادة بين الجنسين، ثم تشب الفتاة عن الطوق لتجد العالم كله - السياسة والاقتصاد والعلوم والفنون ... إلخ - من صنع الرجال، حتى الرب في السماء أب للجميع، والأنبياء رجال تزينهم اللحى، الملائكة لا جنس لهم لكنهم يحملون أسماء الذكور، ويتخذون هيئة فتيان ذوي وسامة،
54
وفي النهاية تتعلم الأنثى أن دورها الأهم هو أن تفتن قلب رجل لتصبح زوجة.
ثم تشرع في الفصل الثاني في تحليل الخبرات المميزة التي تبدأ الطفلة الأنثى في تلقيها لتصبح الفتاة الصغيرة تمهيدا لأن تصبح امرأة، يعرض الفصل الثالث لطبيعة الخبرة الجنسية لدى المرأة والخلاف بينها وبين خبرة الرجل، وتتوقف في الفصل الرابع عند السحاق، الجزء الثاني من الكتاب تحت عنوان «الموقف»، يبحث فصله الأول وضعية المرأة في المجتمع من خلال مؤسسة الزواج، وفي الفصل الثاني الأمومة ثم الحياة الاجتماعية على أساس أن الأسرة ليست مؤسسة منغلقة معزولة، ثم العهر والبغاء، يعرض الفصل الخامس انتقال المرأة من النضج إلى الشيخوخة، تستجمع خلاصة كل هذا لتوجز في الفصل السادس موقف المرأة وشخصيتها، إدراكها أن «العالم أساسا ذكوري، وأنها أدنى من الرجل وأقل منه، يبدو الرجال كأنصاف آلهة، وتبدو المرأة أمامهم كطفلة أبدية، شأنها في هذا شأن طبقة العمال والعبيد وسكان المستعمرات».
55
ناپیژندل شوی مخ