301

** البحث الثامن : في امتناع كون الشيء الواحد جوهرا وعرضا (1)

زعم بعض من لا مزيد تحصيل له من الأوائل : أن الشيء قد يكون بعينه جوهرا وعرضا (2)، واحتجوا عليه بوجوه :

** الأول :

مقوم الجوهر والمتقدم عليه والعلة فيه ، يجب أن يكون جوهرا ؛ لاستحالة تقوم الجوهر المتقدم على العرض بالعرض ، وإلا لتأخر عنه. ثم إن الحكماء قالوا للفصول : إنها كيفيات ، والكيفيات أعراض ، فالفصول إذن جواهر وأعراض ، فالشيء الواحد جوهر وعرض معا.

** الثاني :

الجوهر جوهر ، فالحرارة بالنسبة إلى الحار من حيث هو حار جوهر ، لكنها بالنسبة إلى الجسم القابل لها عرض ، فهي جوهر وعرض بالنسبة إلى أمرين.

** الثالث :

لا يكون عرضا فيه ، وكل ما لا يكون عرضا في الشيء كان جوهرا فيه ، لكنه بالنسبة إلى الجسم القابل له عرض ، فالشيء الواحد جوهر وعرض معا.

** الرابع :

مخ ۳۰۸