283

والعقل الفعال ؛ كما هو مبدأ معين للمادة بشرط الصورة من حيث هي ، جاز أن يكون مبدأ للعرض بشرط الموضوع من حيث هو ، ويستحفظ وجود ذلك العرض بموضوع بعد موضوع. ويكون المعين هو العقل المتشخص مع أي موضوع اتفق. واحتياج الأعراض في تعينها إلى الموضوعات نفس النزاع.

** الرابع :

المحتاج في وجوده الشخصي إلى علة لا يمكن أن يحتاج إلى علة مبهمة ، لأن المبهم لا يكون من حيث هو مبهم موجودا في الخارج ، وما لا يكون موجودا في الخارج لا يفيد (1) وجودا في الخارج بالبديهة. فالعرض إذن لا يتحقق وجوده إلا بمحل بعينه (2) يتحقق به وجوده الشخصي ويبطل بتبدله ذلك الوجود ، ولذلك يمتنع انتقاله عنه.

أما الشيء المحتاج في صفة غير الوجود إلى غيره من حيث طبيعة ذلك الغير ، كالجسم المحتاج في التحيز لا في الوجود إلى حيز لا بعينه ، فلا يمتنع أن ينتقل من حيز بعينه إلى حيز آخر يساوي الحيز الأول في معنى الحيز ، وهكذا إذا تعين مكان الواحد بالنوع ، كان الواحد بالشخص من جملة ذلك النوع محتاجا إلى أحد أجزاء حيز ذلك النوع لا بعينه ، ولذلك أمكن انتقاله إلى حيز آخر.

وأيضا الوجود الشخصي الحاصل من سبب موجود معه يمكن أن تختلف شرائطه بحسب أزمنة مختلفة ، كالهيولى المحتاجة إلى صورة لا بعينها ، وذلك غير ما نحن فيه ، فإن تشخص الهيولى لا يتبدل بتبدل أشخاص الصورة ، والعرض المعين لا يكون ذلك العرض (3) عند تبدل محله (4). وهذا وإن رجع إلى ما تقدم ، لكن لا بد

مخ ۲۹۰