د نيهایت ايجاز په سيرت کې د حجاز اوسېدونکی
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
خپرندوی
دار الذخائر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة
المشاة، ومعهم القينات* يضربن بالدفوف، ويغنين بهجاء المسلمين، وخرج رسول الله ﷺ من المدينة في ثلاثمائة رجل وثلاثة عشر؛ من المهاجرين سبعة وسبعون، وباقيهم من الأنصار، وما فيهم سوى فارسين: المقداد بن عمرو الكندي، والزبير بن العوام، ونزل ﷺ في بدر، وبنى له عريش، وجلس فيه ومعه أبو بكر رضى الله عنه.
وكان ﷺ قد بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يتحسسان خبر العير، فرجعا بخبر العير إلى المدينة، على ظن أنه ﷺ بالمدينة، فلما علما أنه ببدر خرجا إليه، فلقياه منصرفا من بدر، وأسهم «١» لكل منهما، ولو لم يحضرا القتال.
ودفع ﷺ اللواء وكان أبيض إلى مصعب بن عمير، وكان أمامه ﷺ رايتان سوداوتان، إحداهما مع علي بن أبى طالب، ويقال لها: «العقاب»، والاخرى مع بعض الأنصار، قيل هو سعد بن معاذ، وقيل الحباب بن المنذر. ولبس ﷺ درعه «ذات الفضول» وتقلد سيفه «العضب» . ولما سار وادى دفران «٢» (بكسر الفاء وهو واد قريب من الصفراء) أتاه الخبر عن سفر قريش ليمنعوا عيرهم، فاستشار النبى ﷺ أصحابه، وأخبرهم الخبر وقال لهم: إن القوم قد خرجوا من مكة مسرعين، فماذا تقولون؟ فقال طائفة منهم: العير أحبّ إلينا من لقاء العدو، فهلّا ذكرت لنا القتال حتّى نتأهب له إذ خرجنا للعير! فعند ذلك تغيّر وجه رسول الله ﷺ، قال بعضهم: وهذا سبب نزول قوله تعالى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ [الأنفال: ٥] فعند ذلك قام أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن الأسود، فقال: «يا رسول الله امض لما أمرك الله به، فنحن معك، فو الله لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسي: «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون» ولكنا نقول: إنا معكما مقاتلون»، فلما سمع أصحاب رسول الله ﷺ ذلك تابعوهم، فأشرق عند ذلك وجهه ﷺ، ثم قال:
* القينة: الأمة صانعة وغير صانعة، وغلب على المغنية.
(١) أى جعل لهما سهما في الغنائم.
(٢) فى المراصد «دقران» بالقاف واد بالصفراء أو: شعب ببدر.
1 / 219