د نيهایت ايجاز په سيرت کې د حجاز اوسېدونکی
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
خپرندوی
دار الذخائر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة
فيهم: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ. [الحشر:
٩] الاية.
وقال ﷺ في حقهم: «اية الإيمان حبّ الأنصار، واية النفاق بغض الأنصار» «١» .
وقال ﷺ للأنصار: «أنتم شعار والناس دثار» «٢» [والشعار: الثوب الذى يلى الجسد، والدثار الثوب الذى يكون فوق ذلك الثوب، فهم ألصق به وأقرب إليه ﷺ من غيرهم. والأنصار لقب إسلامى لهم لنصرتهم النبى ﷺ، وإنما كانوا يسمّون أولا: أولاد قيلة، والأوس والخزرج.] إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضلهم وفضل المهاجرين الذين اثروا رضوان الله ورضوان رسوله ﷺ على حظوظ أنفسهم، فتركوا بلادهم ومهادهم، وهاجروا مع المصطفى من مكة إلى المدينة التى هى مهاجره.
وقال حسان رضى الله عنه في مدح الأنصار:
سمّاهم الله أنصارا بنصرهم ... دين الهدى وعوان الحرب تستعر
وسارعوا في سبيل الله واقترفوا ... للنائبات، وما خافوا وما جروا
وكان خروج النبى ﷺ من مكة يوم الاثنين، ومعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وله ﷺ من العمر ثلاث وخمسون سنة، فأقام بقباء (موضع بالمدينة فى بنى عمرو بن عوف على فرسخ من المسجد النبوي) أربعة أيام: يوم الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، وأسّس مسجد قباء «٣» الذى نزل فيه:
لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ... [التوبة: ١٠٨] الاية. وهو أوّل مسجد صلّى فيه ﷺ جماعة ظاهرا، وأوّل مسجد بنى لجماعة المسلمين عامة، وإن كان قد تقدّم بناء غيره من المساجد، لكن لخصوص الذى بناه. ثم خرج ﷺ من «قباء» ضحى يوم الجمعة، فأدركته صلاة الجمعة في الطريق، فى بنى
(١) رواه أحمد والنسائى عن أنس.
(٢) وقال ﷺ: «الأنصار شعار والنا دثار، ولو أن الناس استقبلوا واديا أو شعبا، واستقبلت الأنصار واديا لسلكت وادى الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرا من الأنصار، رواه ابن ماجة، عن سهل بن سعد.
(٣) قباء: بالضم قرية قرب المدينة، سميت باسم بئر بها- وهى مساكن بنى عمرو بن عوف- من الأنصار- على ميلين من المدينة، على يسار القاصد إلى مكة.
1 / 190